[دعبل نجد]

كان صاحبنا يدعى ابو محمد يتميز بخفة دمه مع سرعة غضبه . .
كنا نصلي العشاء في المنتزة , ونحن نصلي اذا بنا نسمع ضرب الدف قوي وكانه فوق رؤوسنا حتى كدنا ان نقطع صلاتنا . . .
ثم لما انتهينا من الصلاة قال ابو محمد :
سأذهب لارى الفاعل . .
قلت له : أنت ماينفع تروح لانك عصبي واخاف انك تتهاوش معهم . .
ابو محمد : ابد ابروح انصحهم نصيحة . .
ذهب وانا انظر اليه وانا اضحك من طريقة مشيته لانه اذا غضب تغير فيه كل شيء حتى مشيته المهم لما جاء روى لي القصة . .
يقول بحثت عن شخص معه آلة الدف فلم اجده , اسمع الصوت قوي وبحثت ودققت النظر فاذا بي ارى العجب . .
رايت طفلين من الجنسية السورية بعيدين عن عائلتهما يتسلون بضرب الدف وسط هذا الزحام من المسلمين . .
فذهبت اليهما فلما رأياني . . خافا وتوقفا عن الضرب . . فنصحتهما وقلت الا تعلمان انه حرام . .
فنظروا الى بعضهم باستغراب وقالوا: صحيح انه حرام !!! .
فقلت لهما ماقلت ثم رجعت ولما انتصفت في طريقي عائدا اليكم ضُرٍب الدف مرة اخرى . .
فرجعت من حيث اتيت ولما وصلت اليهما هربا الى اهلهما . .
فتبعتهما الى اهلهما فوجدت امراتين تجلسان على كرسيين فاختبأ ابناءهن خلفهن . .
فنصحت امهاتهما وتكلمت معهن وخوفتهن بالله ثم جئت . .
العجيب يا اخوان اني كنت اتابع المنظر من بعيد كان بيني وبين ذلك المشهد البحيرة التي حدثتكم عنها وهي بحيرة كبيرة , العجيب انه لما رجع المرة الثانية سمعت صوته من خلف البحيرة ورايت الناس اجتمعوا عنده لانه لم يتمالك نفسه فرفع صوته . . وكان وعدني انه لا يغضب . .
ولكن بعد هذا المشهد وهذا الاستهتار الا يحق له أن يغضب ؟؟