أنا ذو طابع "أمريكي" . . . !
أعوذ بالله من كلمة "أنا" ، ولكن لاتأتي "أنا" غالباً إلا للتمجيد والتعظيم ، تخدم مصالحي الشخصية ، فربما تمول فكرتي على أني "أنا" من يريد اقتنائها . .
على الإنسان أن يبتعد في حكمه على ظاهر الأقوال "إشاعات" ، ويبدد ماتحمل أفكاره من -الأحكام المعلّبة- عن الآخرين ، فلا يجزم بالحكم على الشيء إلا عند التيقن منها ، وقد ألف الفقهاء باب في هذا ، فليس الخبر كالمعاينة . .
ما أجمل المعاينة حينما تنقلك من "الكوابيس" المزعجة إلى الحقيقة الصافية الصادقة ، تُريك الحق في مواطنه والباطل في مزالقه ، لاتلبيس ابليس ، أو لعبة تدليس . .
منذ الصغر كنت أعتقد أن كل "أمريكي" على وجه الأرض هو جبار ظالم لايعرف كلمة العدل فضلاً عن مضمونها ، فالدمار والفساد منهاجهم ، ولكن سرعان ماتشرق الشمس بعد دمس الظلام الحالك ، رأيتهم -الأمريكان- عجيبي الأخلاق ، يميلون إلى الغباء البريء براءة الأطفال ، وما أجمل براءة الأطفال ، بعدما حسبتهم من عداد دهاة الأرض وأذكيائهم! ، يتسم عليهم صفات التسامح ، فلاحسد وتنافر ولابغضاء بل محبة ومودة وتؤدة تجمع كل "أمريكي" . .
عنوانهم ، جدنا جد وهزلنا هزل ، فعُمم الإسلام على صفاتهم ، حتى كاد من يراهم يظنهم مسلمين ، يشغل أحدهم علمه حتى يظن أنه أتقنه ، فيبتسم في أرجاء الأماكن التي عمرها روحه العالية بعيد عن التكبر بل إن التكبر غريب في قاموسهم! ، ولو ابتسم أحدنا للآخر لقالوا به جنون! . .
الطبيب والمزارع ، والمهندس والبائع ، سيان في أقوالهم ، تجمعهم كلمة "أصدقاء" ، فلاطبيب يحقر المزارع ، ولا البائع يرجو رحمة المهندس ، كلُّ يعرف مايتوجب عليه ، ومن أجله مايصرف فعله فهو محاسب ، ولا تزر وازرة وزر أخرى . .
ذات مرة ذهبت لأقضي عملي ، فلقيت مسؤول منهم ، هو مشرف على ما أقوم به ، بادأني التحية وارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة ، ظننت -كما عادتنا- أنه تجمعنا به قرابة ، من قبيلة بني تميم! ، وسرعان ما فاجأني بلكنته العربية المكسرة "لاواسطة" ، فذهبت أمنياتي أدراج الرياح ! .
ولا يعرف ما يصف حديثي إلا من عاش بين أحضانهم . .
تحياتي
مواري .
.................................................. ...........
أنا لا أدعو إلى تفكيك الولاء والبراء حتى لاتركم ردودكم قمم الجبال ، فآوي إلى جبل يعصمني منها!
إنما هي نظرة تحتمل الخطأ ، مع دلائل صحتها من قوتهم المستمدة من تطبيق أنظمتهم وقوانينهم بحزم وكأن أحدهم بفعله يقول -والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها- هو رأي جمع مابين السياسة والاجتماعية علّ الله أن ينفع بي ..
أما عن "الأمريكان" كسياسة حرب ، فالحكومة تستند إلى أعمدة يهودية بحتة ، وإلا فالشعب الأمريكي غبي لدرجة تدعه يصل إلى الهاوية ، وما أجمل إن كانت الأعمدة قوية والشعب غبي ! .
فلنكن أغبياء حتى نصعد للفضاء .
.
آخر من قام بالتعديل مواري; بتاريخ 05-11-2007 الساعة 11:15 PM.
|