سيأتيك يا أبا محمد قريبًا المقلّدة الحمقى محمرّي الأنوف شاخصي الأبصار ، ويقولون لك : من أنت حتى تتكلم بهؤلاء العلماء ، ولحوم العلماء مسمومة ( سم فار ) ، وهذا يرى ما ترون ( أظنها آية ؟؟ ) .... الخ .
فطب نفسًا فأنت في المقدمة .
موضوعك رائع جدًا ، ويمس الواقع الذي نعايش بعضه ، ولقد مرّت على أمم من قبلنا أحوال وأحداث قريبة مما وقع لدينا ، حاول المحاولون من أولي العمائم المصففة ، والكروش المترهلة أن يقتربوا من الحضارة والتقدم – زعموا - بمخادنة السلطات ، ومداهنة الجرائد والمجلات ، ومخاللة ( من الخُلة ) بني علمان = فما أغنى عنهم ما كانوا يعملون ، فبئسًا لهم وعليهم من الله لعنة .
نحن في زمن مرّ مثيله ، ولئن لم يعِ المربون والأجيال فقه الحركة فيه فلسوف تسقط فئام من أمة محمد في أتون الكفر والزندقة ، بتمييعهم الدين ، وتسويتهم بين المذاهب والأديان .
على أنّ مما يشرح الصدر ، ويسقى جدب اليأس ، قيام شبابٍ من هذه الأمة بفرض الله الواجب في هذا الزمان ، بمحاربتهم أعداء الله باللسان والحجة والسنان . فلولا منّة الله على الأمة بهم لزاغت الأبصار وتشتت البصائر . قال رسول الهدى ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ) صحيح مسلم .
أما مسائل الفقه التي وقع الخلل بها عند أهل التيسير فهي أعظم وأطم ، وهم فيها يسيرون سير محمد الغزالي والقرضاوي وغيرهم ممن زاغت قلوبهم عن الهدى إلى سبل الهوى والشيطان .
ولا يزال إبليس بمن هذه حاله حتى لا يبقي منه للإسلام مثقال حبّة من خردل . والله المستعان .
أبا محمد : سر لا كبا بك قلم فلقد والله أثلجت صدورنا بقلمك . وقَمِنٌ بمن مَلَك ناصيةَ القلم أن يثلج الصدر .
أبو العباس