مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 10-11-2007, 09:49 PM   #7
رجل الثلج
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 273
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها ثائر بن ثائر
[center]
من هذه القاعدة المعرفية المطلوب تحصيلها في بناء الذات ينطلق المسلم في تحصيل العلوم والمعارف التي تنتج وعيا عقليا وثروة معرفية ونتاجا عمليا يكون لبنة في نهضة هذه الأمة وعاملا من عوامل رقيها ، فالوعي العقلي بالعلم والثقافة هو منطلق لإدراك مواطن ضعف هذه الأمة سواء كان العامل اجتماعيا أو سياسيا أو ثقافيا ومن ثم ينتج عن هذا صياغة الحلول الواقعية التي تخلص هذه الأمة من واقعها المرير .

______________

إن ما تعيشه أمتنا اليوم من انحطاط حضاري جعلها في مؤخرة الركب ، وما تعايشه كذلك من حرب فكرية عشواء تعصف بمنطلقات هذه الأمة وبمحكماتها وتثير جدلا في مسلمات عقدية ومنهجية هي محل امتياز هذه الأمة عن غيرها من الأمم داعية إلى الانسياق خلف فلسفة الحضارة الغربية البائسة ؛ لا تتم مواجهة ذلك إلا ببناء معرفي شامل لأفراد هذه الأمة ويكون منطلق هذا البناء ما امتازت به هذه الأمة من موروث العلم الإلهي الذي هو وقود النهضة والرقي في درجات الحضارة وكذلك مواجهة من يريد تخلف هذه الأمة بالانسياق التام خلف كل ما أتى من الغرب بالعلم والمعرفة والبرهان العقلي الذي قد تضمنته نصوص الشريعة والعقول الصريحة منطلقا من قول الرب – جل جلاله – ( وجاهدهم به جهادا كبيرا )


أهلاً أخي ثائر ...
كم حركت بهذا الموضوع خلجاتٍ كنتُ ارددها بيني وبين نفسي وذلك بعد أن انتهيتُ من قراءة كتابين عن الحضارة الصينية ومثلهما عن الحضارة الغربيّة , لمح في عقلي سؤالُ شبيه بسؤال محمد رشيد رضا ( لم تأخر المسلمون وتقدمَ غيرهم !!؟ ) وهو ( لم تقدمت الصين واليابان ودول شرق آسيا وتخلف العرب والمسلمون في القرن الواحد والعشرين !!؟)

لابد من البحث عن مكامن الخلل , ومنها أربط بين الوعي والثقافة وبناء الذات والخلفيّة المعرفيّة وهلم جرا من المطالب النخبويّة التي لاتنتهي قائمتها ...
إن البناء المعرفي والثقافي والنفسي والفكري أساسٌ لنهضةٍ مشرقةٍ غير أن البناء يحتاج للبحث عن المثبطات أو القاتلات للتوقد المعرفيّ والفكريّ ...
حينَ يأخذ الغرب موضع الريادة في قيادة الحضارة , وينساق المفتونون بها إليها سعياً خلف الرقيّ الحضاريّ , فما الذي سحرهم بهذا النهضة والحضارة أو ماهي عوامل الجذب التي فتنتهم ؟
إنها بلا شك ( الحريّة ) القائمة على فكرة ( دعه يعمل دعه يمر ) في سوق المال ..الحريّة التي تجعل الفرد يسابق للاكتشاف العلمي ,و ( العدل ) الذي يجعل الفرد يأمن على ماله من سُراق المال العام وتتوفر له محاسبة الغشاشين والنشالين بطرقٍ ملتويّة تارة باسم الدين وتارة باسم الحاكم بأمره ..
(والمساواة ) التي تلغي الفارق بين الأسود والأبيض والطويل والقصير , أليست هذه الثلاث من صميم الحضارة الإسلاميّة وأخذها الغرب وطبقوها بحذافيرها بعد معارك مع الكنيسة والارستقراطيّة والتمييز العنصري , ومرجعهم للدستور ومرجعنا للقرآن والسنّة , فاتفقنا على المسمى وعلى أُسسها واختلفنا معه في تفريعاتها التي تصادم ديننا ...
إنّ الحريّة الفكريّة أو الأمن الفكري الذي يسبق الأمن الاجتماعي هو الفيصل في إبداع الفرد وجعله يحلق في السماء وحيداً , ...
ولذا يبقى السؤال الذي يسأله المفكرون ( من أين تبدأ النهضة أو ماهو المعوق الأول الذي علينا أن نتهم به لبناء الحضارة ! أهو الطغيان السياسة أم النهضة التنمويّة أم التصحيح الفكريّ !! )
ثالوثٌ يذكرني بثالوث النصارى , هذا الثالوث جاثم على صدورنا , لايرتفع بل يُرفع بقوة الحقّ أو بقوةِ المال أو بقوة العلم ...
لن نستدعي أفكار سيد رحمه الله ولا الغنوشي ولا مالك بن نبيّ , بل نستدعي الحقيقة التي نشاهدها الآن الهند وماليزيا والصين , ماسر تقدم بلد شيوعيّ كان اشتراكياً _ في السابق _ وأصبح رأسمالياً حالياً وبلد هندوسيّ فقير قد لعبت الطبقية فيه والعرقية كل مذهب , وبلد مسلم كان يعيش في ظلام الجهل والفقر ...
وفي المقابل بلدان تعيش على بحرٍ من النفط والمال , وبلدان فيها من القوة البشريّة العاملة الشيء الكثير , وبلدان تعود لحضارات عريقة سادة ثمّ بادت وبقي التراث العلمي , وكلها ترزح تحت صنوف التخلف الفكري أو التنموي او السلطويّ ,
إن هذا يعطيك إشارة إلى أن السؤال لا زال قائماً , والجواب مشتت فمن أين نبدأ المشوار وحل المشكلة هل من معالجة التخلف السياسي أم التنمويّ أم الفكريّ ...
حتى بات البعض ينتظر المهديّ ليفك أزمتنا وينشر الأرض عدلاً كما ملئت جوراً , ولا شك في ظهور المهديّ لكن الشك في أننا رضينا بالتخلف فصار عندنا قابليّة التلخف ....!
بقي أن أُشير إن أدوات الحضارة وأسبابها مكنوزة في الكتاب والسنّة , لكن أربابها ناموا ومافاز إلا النُومُ !!

تحياتي ..!
__________________
***إنَّ الصعوبات هي تحدّ خلاق لأنه يستحث الرّد عليها ***

آخر من قام بالتعديل رجل الثلج; بتاريخ 10-11-2007 الساعة 10:01 PM.
رجل الثلج غير متصل