مرحباً أخي العائد الأول ...
صحيح أن المفكر العظيم مالك بن نبي تنبأ بذلك , لكن كان هدف التساؤل إثارة من لايعرف مالك ولايقرأ له كحضرة الزعماء أولاً الذين يرون أن اليابان تحتل المكانة الكُبرى وينظر لها من قبل الدول الاستعماريّة حتى صارت من الدول الثمان التي تأمر وتنهى ...
إنّ المشاريع النهضويّة للعالم الإسلامي لاتخرج عن ثلاث مسارات : أحدها يرى تقليد الدول الغربيّة ونقل التجربة كماهي , والثانية ترى بالرجوع للكتاب والسنة وسلف الأمة وماصلح لاولها يصلح لآخرها , والأخير هو المزج بين الاثنين ...
ولذا كل مفكر سيؤس مشروعه على هذه التقسيمات , وسيرى كل مفكرٍ أو اتباع أنه الأمثل أو أن حلوله هي الأصوب التي كانت أكثر قرباً للواقع ...
فلئن كانت أفكار سيد قطب منتشرة ولم يكتب لأفكار مالك بالانتشار ثمّ سقوط الحركات الاسلاميّة وعدم تحقيقها للنهضة _ فلايعني في نظري_ أن أفكار سيد ومشروعه خاطيء كله , ولا مشروع مالك أوفكاره صوابه كله , فيهما مايناسب وفيهما مالايناسب خصوصاً أننا نعيش في عصر القطب الواحد بعد سقوط الاتحاد السوفييتي ..
وهذا يتطلب قراءة جديد وولادة مفكرين جُدد , وطرح أكثر من مشروع , ومراجعة جميع المشاريع السابقة ودراستها دراسة كافية , ومحاولة التفريق بين ماقبل الألفين ومابعدها , خصوصاً أن عقدة المؤامرة متأرجحة بين وهم وبين حقيقة وبين هذه وتلك ...
لازالت الحركات الاسلامية غير متصالحة بينها قبل أن تتصالح مع الأنظمة وقبل أن تعرف موقعها من الإعراب , وكل حركة تغلب جانباً معتقدة أن المشروع الاصلاحي والنهضوي يتم عن طريقها ...
حين يوجد استعمار واحتلال ويقال : طبق التجربة اليابانية , أو التجربة الهندية السلمية بقيادة غاندي , واترك المصاولة والمقاتلة , وقدم مشروعا حضارياً , فهذا حكم على الأمة بالموت وعلى روحها بالهزيمة , ألا يمكن أن يكون خطان متوازيا جهاد وطرد للمحتل والسعي لايجاد مشروع حضاري..
تحياتي ...
__________________
***إنَّ الصعوبات هي تحدّ خلاق لأنه يستحث الرّد عليها ***
|