السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
عزيزي حي الحمر...
ماذا عساي أن أقول؟، هل أقول بأن الحمر ليس من بريدة؟، الورق لا يقول ذلك، لكن أرض الواقع تشهد على ذلك، ماذا أقول؟، تلعثمت كلماتي على لساني، ألجمت البلدية بفعالها كل كلمة، ليس بطرا منها، لكن هي الحرقة في قلوبنا، و الله إنك حين تدخل الحي لكأنك لست في بريدة، كأنك كما قال صاحب الموضوع في " أبو عريش "، ليس الأمر حصرا على إنارة شارع، أو رصفه، أو توسعته، بل إن هناك من شوارعه ما لم تتم سفلتته حتى الآن، و أهالي الحي القريبون من تلك الشوارع قد تعاقدوا مع شركات أحذية - أعزكم الله - لتورد لهم أحذية؛ لأن أحذيتهم قد تمسحت من كثرة التردد على البلدية، لكن أين آذان البلدية المصغية لشكواهم؟، إن هم إلا صم بكم عمي، أين من " الحمر " بلدية حمِّلت مسؤوليته؟، أم أنها حملت تلك المسؤولية على الورق لزيادة السلطة أو لإيجاد بلدية له؟، لست في بريدة حين تدخل حي الحمر، بل أنت في إحدى قرى الجنوب، إما شوارع ضيقة، أو شوارع غير منارة، أو شوارع سفلتتها رديئة، هذا إن كانت مسفلتة أصلا، هذا عدا المنعطفات الخطرة، اللتي قد تودي بحياة الناس، لو لا ستر ربك، و لعلك حين تدخل الحمر قادما من نفق الحمر - يكون النفق على يسارك حين تكون آتيا من الطريق الدائري، أو خلفك حين تكون آتيا من ذات النفق - ترى أن ذلك التقاطع الذي تعبره هو بداية الخطر، و هو من أخطرها، لكنه ليس الأخطر، فهناك تقاطعات أخطر منه، و ما إن تمشي قليلا حتى ترى خطر الشوارع الضيقة و اللتي يكون على بعضها على استراحات، فتخيل الحال حينما يكون فيها أطفال، بل و حتى الكبار، كما أن شوارع الحمر المنارة لا تكاد تعد على أصابع اليدين، و كذلك الشوارع المزدوجة، كما أن مشكلة الحمر ليست متعلقة بالشوارع و إنارتها، أو رصفها، أو سفلتتها، بل هي تتعدى ذلك إلى رداءة الخدمات في ذلك الحي، فلا مدارس بالمعنى المفهوم، و لا مستوصفات حكومية، فضلا عن الأهلية، و ربما البعض من السكان لا تصله المياه، أو الكهرباء، أو الهاتف، بل حتى الجوال في بعض المناطق تضعف إشارته، و كأنك تقترب من حدود بريدة، و أنت في الحقيقة لم تبتعد عن قلبها كثيرا، و معاناة الحي لم تكن الآن، و لا منذ سنة أو سنتين، و لا حتى منذ عشر سنوات، معاناة الحمر سجلها التاريخ على مر العقود، معاناة قاسية تنتظر الفرج، و مع ذلك ففي نظري و نظر أهلها فإن الحمر زينة الدهر،و إنِّا نقول: إن مع العسر يسرا، و فرج الله قريب...
فلما ضاقت و استحكمت حلقاتها.....فرجت و كنت أظنها لا تفرج
شكرا لك...
عاشق الحمر، باسمها سميت نفسي، و باسمها جعلت عنوان بريدي الإلكتروني، فهي حبي مدى الدهر، الحمر زينة الدهر...
مع أجمل تحية...
أخوكم: الحمر زينة الدهر " أبو فيصل "...
|