في زمن الأعاجيب لا ينقضي عجبك من أمر إلا وترى ما هو أدهى منه , حتى إن العجب أصبح
أمراً لا يعجب منه , فالعجب هو شعور انتهى مفعوله في مثل هذا الزمن . . .
فإذا قيل لك إن العين تسمع فلا تعجب !!!
وإن قيل إن الأذن تنظر فلا تعجب !!!
وإذا قيل لك إن خباز الحارة أصبح يفتي في أمور الشريعة فلا تعجب . . .
لماذا لا نعجب ؟ ؟ الجواب لأننا في زمن الأعاجيب . . .
لا تعجب إذا رأيت أقواما يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا , ويقولوا ما لا يعلموا , ويُظهروا مالا
يبطنوا , قوم يتشدقون ويتفيهقون بأمور هم أجهل من حمر أهلهم بها . . .
لا تعجب لأن لهم سلفا أضيفوا إليه وتسموا بإسمه , ألا وهم الخنفشارية وإليك خبر هؤلاء الأدعياء
يقول الشيخ بكر ابو زيد في كتابه التعالم " الخنفشاري المتعالم : مازال الناس يبتلون بهذا الطراز
النكد من الخنفشاريين , فقد قرات لدى نقلة السير ومقيدي الاخبار والاثر , مثلا منها في الغابرين ,
فعلى جادة المثال :
1ــ مفتي الخنفشار : في كتب المحاضرات , أن رجلا كان يفتي كل سائل دون توقف , فلحظ أقرانه ذلك
منه , فأجمعوا أمرهم لامتحانه , بنحت كلمة ليس لها أصل هي { الخنفشار } فسألوه عنها , فأجاب
على البديهة : بأنه نبت طيب الرائحة ينبت بأطراف اليمن , إذا أكلته الإبل عقد لبنها , قال شاعرهم
اليماني :
لقد عقدت محبتكم فؤادي * * * كما عقد الحليب الخنفشار
وقال داوود الانطاكي في تذكرته كذا وكذا , وقال فلان وفلان . . . وقال النبي صلى الله عليه وسلم
فاستوقفوه وقالوا كذبت على هؤلاء , فلا تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .
وتحقق لديهم أن ذلك المسكين : جراب كذب , وعيبة افتراء في سبيل تعالمه نسأل الله الصون
والسلامة "
فما أكثر هؤلاء بيننا , وكثيرة هي الأمور التي افسدوها , فالى الله نشكوا غربة العلماء , وكثرة
الجهال . . .
{ وتقولون بافواهكم ماليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم }
وسآتيكم باخبار الخنفشاريين لاحقا بعون المولى جل في علاه . . .