شكرأ لك أخي زهير على إثارة مثل هذا الموضوع , و إنك قد اثرت شجوناً وآلاماً في النفس , وغصة في الحلق لا يعلمها إلا الله .
يظن بعض الناس ممن لا علم له ولا دراية بالعمل الأكاديمي الجامعي أن الأستاذ الجامعي ( معيداً كان أو محاضراً أو أستاذاً - بمختلف درجات الأستاذية ) أنه يأكلها باردة كما يقولون , وما علموا أنه يحرق سنين شبابه , و يفني صحته ووقته في سبيل البحث والتقلب بين الكتب والمراجع , والسفر هنا وهناك بحثاً عن معلومة أو مرجع أو مخطوط , والجلس الساعات الطوال في المكتبة , وأمام شاشة الحاسوب بعيداً عن الأهل والأصدقاء إلا في أوقات ضيقة , مع ما ينفقه في سبيل ذلك من أموال طائلة لشراء الكتب وتكاليف البحث , والتصوير , وتوفير المراجع من شتى أصقاع الأرض , في حين أن المدرس مع - سمو وظيفته وجلالة قدرها - إلا أن عمله ينتهي بنهاية الحصة الأخيرة , واسألوا كثيراً من المدرسين عن جلسة الفول والشكشوكة وسط الدوام , وعن جلسة الأسهم آخر الدوام , وعن التسيب في التدريس وتضييع المنهج وغير ذلك إلا ما رحم ربك . والله المستعان .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|