ما ذا يريد زميلي من اتصاله ؟؟؟؟؟
رن جرس الجوال فأجبت الداعي , وكان صديقاً قديماً , فجرى هذا الحوار .
- السلام عليكم .
- وعليكم السلام .
- أهلا أبا سليمان , كيف حالك .
- بخير الحمد الله , وين الغيبات .
- والله بهالدنيا , بس إذا ما فيه إحراج عندي سؤال لو سمحت .
- تفضل لايوجد إحراج .
- لو سمحت يا أبا سليمان أريد أن أعرف معنى كلمة ......
كنت حينها في المكتبة , فقلت له : لحظة لو سمحت , فأدرت الكرسي إلى المعجم القابع خلفي , فأخذت لسان العرب , وخلال ثوان وجدت الكلمة فقلت له , هذا معناها , وهذا ما قال ابن منظور .
فقال : شكراً أبا سليمان .
- لا شكر على واجب , ولكن عندي سؤال , ألا يوجد لديك معجم وأنت مدرس اللغة العربية , فقال : بلى , ولكن قلت : سأتصل على أبي سليمان يعطيني الجواب بسرعة . فقلت له : هذا التصرف غير صحيح , فلماذا تحتج إلى غيرك وعندك المعين الذي لا ينضب , فأنا أخذت من المعجم الذي رغبت عنه , ولم آت بشيء من عندي .
- شكراً أبا سليمان على النصيحة , وأرجو أن أستفيد في الأيام القادمة , مع السلامة.
- حياك الله , في أمان الله .
انتهى الحوار بيني وبين زميلي , وهو حوار كثيراً ما يتكرر بيني وبين زملائي , وهي ظاهرة أرى أنها منتشرة بين أوساط الشباب , حيث يحتاج الواحد منهم إلى معلومة ما , إما في التفسير , وإما في اللغة , وإما في الفقه , وإما في التاريخ , مع أن لديه مكتبة لا بأس بها يمكن أن تغنيه , ولكنه يتكاسل عن فتح الكتاب ليتصل على الشيخ الفلاني أو الأستاذ الفلاني طلباً لأقصر الطرق لتحصيل الفائدة , وهذا خلل في منهجية التعلم , فأنت إذا بحثت عن المعلومة بنفسك في الكتب ستحصل على عدة فوائد جمة غير الفائدة التي فتحت الكتاب من أجلها , وستكتسب حباً للكتاب , وقرباً منه , و سيكون لديك ثقافة في الكتب بمجرد الاطلاع عليها وقت الحاجة , ولو لم تكن قارئاً نهما .
والله الموفق .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|