عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 273
|
سؤال وجيه , وقد تكرر كثيراً في جميع خطابات الجماعة السّلفيّة الجهاديّة في حوارها مع التيارات الأُخرى وبخاصةٍ تيار الصحوة العريض , لكن الأجوبة غامضة أو غير مقنعة على الأقل من حيث أن الحالتين تصوران واقعاً واحداً ....
سأُحاول أن أُجيب من خلال متابعتي البسيطة مايتداوله بعض السياسيين , فاسمح لي لابد معها من ربط التاريخ بعضه ببعض والأحداث المتلاحقة :
حرب الأفغان حربٌ مع طرفٌ دوليّ كبير وهو القطب الثاني الند لأمريكا خصوصاً والغرب عموماً , هما نظامان متناقضان , , وهذان النظامان يبناهما نظام شيوعي ماركسي يحث على ثورة الطبقة البروليتاريا في وجه نظام غربي تتحكم فيه الطبقة البرجوازيّة والتي تتخذ النظام السياسي الديمقراطي ّ شكلاً لامضموناً , فهو حربٌ بين فكرتين , أو بين طبقتين , أو بين فلسفتين ,أو شرق وغرب ,
هذه الحرب هي حرب باردة عن طريق التسلح وامتلاك أحدث أنواع الأسلحة , ومعها المسارعة للسيطرة على كسب الأصدقاء في هذه الحرب لئلا ينتشر الفكر بين أنواع الشعوب , لذا هب المتعاطفون مع الطبقة الفقيرة البروليتاريا حين رأوا ماصنعته الرأسماليّة من سحقٍ للطبقة الوسطى وتحكم الطبقة البرجوزايّة في الفقراء من تعاطف أدى لتبني الفكر الشيوعي أو نقل التجربة الاشتراكيّة إلى بلدانهم , ومناطق الصراع بين البلدين الكبيرين لاشك هو مكان القوة وهو النفط الذي يقوم عليه الاقتصاد , فكان الشرق الأوسط هو النقطة الجوهريّة , إيران حليف استراتيجي للسوفييت , والشيوعيون سحقوا في العراق بعد تولي سلطة البعث سدة الحكم على أن حزب البعث يؤمن بالاشتراكيّة كنظام للبلد ولذا سمى نفسه الحزب العربي الاشتراكي وهو يحمل شعار ( أمة واحدة خالدة ذات رسالة خالدة ) لكنه لايؤمن بسيطرة الشيوعيّة على نظامه السياسي , كذا فعل عبد الناصر في مصر وحاول تصدير القمية العربية الاشتراكيّة وهو ماحصل مؤقتاً بين مصر وسوريا لكن فشلت , وهذا ماجعل عبدالناصر حليفاً للسوفييت , جاءت الثورة الاسلامية الشيعية على يد خميني ضد نظزام الشاه , أراد الخميني تصدير الثورة , تصدى له العراق وجهاً لوجه مع دعم الدول العربيّة , أظافر السوفييت لاتزال حتى يومنا هذا تتمنى ملامسة الخليج العربي ذا المركز الاستراتيجي ومنطقة آبار النفط , كانت همجيّة السوفييت سيئة فهو نظام علماني ملحد ومتطرف يحارب الدّين والفطرة ويستخدم النظام العسكري للقضاء على حريّة الشعب فأصبح ديكتاتوياً بروليتاريا وأصبح أوتوقراطي الحكم سادي همجي لأبعد حدّ مما نفرّ الشعوب التي دخلت تحت سلطته كجمهوريات قرقستان والطاجيك والأوزبك وكازاخستان والشيشان وغيرها , فاندفع مهورلاً نحو أفغانستان بعد تلك الجمهوريات , طبيعة أفغانستان تختلف عن طبيعة الجمهوريات السابقة فلقد مرّغ الأفغان بريطانيا العُظمى قبلُ وهو مهيأ لتمريغ السوفييت وهو ماحصل وسيمرغ أمريكا بإذن الواحد الأحد , شعب تعود على الحروب , مارسها صغاره قبل كباره , أصبح يتنفس الحرب والخطط العسكريّة والهجمات الكلاسيكية التقليدية وغير التقليدية كحرب العصابات , سقوط السوفييت وخسارته مطلبٌ كبير لأمريكا ولحلفائها وخاصة الدول التي وضع السوفييت عينه عليها وهو مكان النفط والبحر الاستراتيجي الخليج العربي , هناك تحرّكت المصالح أو اشتركت فدفعت الدول العربيّة بخيرة مجاهديها إلى هناك دفعاً من خلال الخطابات الناريّة التي تحث على ردّ العدو القذر والديكتاتوي والملحد وهلم جرا , في وقتٍ سهلت أمريكا المهمة لذلك ....
انتصر الأفغان , والعرب , الغرب في آنٍ واحد , هناك قولان لسقوط السوفييت , الأول أن سقوطه من خلال هشاشة نظامه من الداخل , الآخر أنه بسبب استنزاف اقتصاده كما يحاول الجهاديون فعله مع أمريكا , وذلك بالصرف على الجيوش المحاربه على حساب البلد , والرأيان لايتناقضان فقد يكون كلا السببين من الأسباب التي أدت لسقوطه وانكماشه وتحرر أو تفكك ولاياته أو جمهورياته الواحده بعد الأُخرى , لذا يقال أن تسهيل الدول العربيّة لمجاهديها هو ضرب عصفورين في حجر الأول ردّ السوفييت والآخر أن ترتاح منه لئلا يشكلوا خطراً على أنظمتها ... ولكن حصل مالم يكن بالحسبان ... تقاتل الافغان ذو الجبهات والقيادات المتعددة , وكأن المتحمسون له خسروا ذلك الجهد الذي بذلوه في تلك المرحلة حين دخلت الأطماع السياسي والمناصبيّة والحزبيّة والأيدولوجيه والعقائديه في ذلك , ويقال أن مع تلك المسببات الداخليّة هو فن التفريق التي تجيده أمريكا بأن انتهت من البلد فتركته لقمة سائغة للخلاف والاقتتال , رجع المجاهدون الذين أرادوا الهروب من الفتنة لبلدانهم فأودعوا السجون , مجموعة منهم كخطاب رحمه الله آثروا مواصلة الجهاد في الطاجيك ثم الشيشان عن طريق تكوين نواة مجاهده هناك لرد السوفييت , وبقيت انسحبت وبقيت في باكستان ... حدث وبعد أن تصدى العراق للمدّ الثوري الخميني , أن أُوعز إليه أو أوعز لنفسه أن يستولي على منطقة مهمة هي الكويت كان يسميه محافظة له , هبت الدول المجاورة وكان حقاً لها لأن العدو سيطمع أكثر وأكثر , هشاشت الجيوش العربيّة التي أوضحتها في عدم قدرتها مجتمعه على ردّ عدوان العراق جعل العدو الاكبر أو القطب الأوحد الآن أمريكا بمد يد المساعدة لاحباً في البلدان الخليجية بل طمعاً في حماية أبار النفط التي تغذيها ولوضع يدها بشكل مباشر على تلك المنطقة , جاءت الفتوى بجواز الاستعانة بالنصارى لكن الفتوى لم تقل جعل النصارى كلهم ياتون بجيوشهم الكبيرة بل استعانة أي مانقص على الجيوش العربيّة تكمله الجيوش النصرانيّة , هنا حصلت الافتراق بعد الفتوى وبعد المراجعات مع العلماء الكبار بين الرأي الشرعيّ الرسميّ والرأي الصحويّ الحركي ومعه الرأي السلفيّ الجهاديّ , كان الجهاديون ينتظرون الفرصة للمشاركة في الحرب ضد صدام نصرة لأهل الكويت ولاقامة نظام إسلاميّ في بلاد الرافدين وهي فرصة لاتعوض غير أن الأنظمة العربيّة همشتهم واستعانة بالقوة الكبرى التي جاءت إلى جزيرة العرب , .....
سأكمل لاحقاً ...
__________________
***إنَّ الصعوبات هي تحدّ خلاق لأنه يستحث الرّد عليها ***
آخر من قام بالتعديل رجل الثلج; بتاريخ 23-11-2007 الساعة 02:54 PM.
|