..
بدأت النهضة المصرية تحديداً في عام 1805م و كانت آنذاك هي ممثلة العرب و المسلمين ، و الوجه المشرق لدول الإسلام ، و مركز الثقافة الأول .. و بدأت الإمبراطورية اليابانية عصر النهضة بعد مصر بحوالي 45 عاماً أي تقريباً في 1850 م ..
أتيت بهذه المقدمة ، لكي نعلم أن ثمة خلل أعاق مسيرة التقدم و بناء الحضارة المادية .
نحن و اليابنيون ، أرسلنا أبناءنا إلى الغرب بهدف التعليم ، و اكتساب الخبرات ، و الثقافات ، و لكن بم عاد العرب ، و بم عاد اليابنيون ..؟
عدنا بعقول أخرى مغايرة ، متنكرة للدين ، للعروبة ، للأصل ، للعادات ، للتقاليد ، بالإضافةِ إلى الإفلاس المعرفي ..
و عاد أبناء اليابانيين ، بالأصالة ، و كان عهد أسرة توكوغاوا ، حافلاً بحملة بتصفية و إبادة ، لمن يحاول مجاراة العادات الغربية ..
ولا يسمح إلا باكتساب الماديات التي أُرسل الطلاب من أجلها ، دون الروحيات ، و لهذا حافظت اليابان على أصالتها ، و جددت و نهضت و انتفضت .
و اليوم هاهي المأساة تتكرر ، و مظاهر التخلف ، تتجدد ، بعثات و طلاب ، و خراب عقول ، و تنكر ، و تمرّد على الهوية ، و ضياع ..
ثم نقول إن هذا تقدم ؟؟
أو نطالب بالتقدم .؟
قمة التخلف حينما يناقش قضايات إنسان لا يجيد إلا التهريج ..
قمة التخلف ، حينما نننافح و نجاهد و ندافع عن قضايا خارجة عن الدين و الأخلاق ، و المبادئ و القيم . بل و حتى خارجة عن سياسة الدولة .و احصر ما شئت من مظاهر تخلف أمتنا المجيدة التي أصبحت اليوم ، مذبذبة بين أصلها المشرق ، و عدوها المفترس .