[أبو سليمان الحامد]

شكرا للإخوة على مشاركاتهم , وقد لاحظت أن بعض الإخوة طرح شبهتين حول الموضوع :
الأولى : أن كل واحد حر في أولاده .
الثانية : أن هناك من علماء البلد من لم يدخلوا المدارس النظامية .
فأجيب على ذلك بأنه ليس صحيحاً أن كل شخص حر في أولاده , ونحن في زمن تكثر فيه المغريات من كل جانب , وابنك إذا لم تدخله المدرسة فإنه سيكون عرضة للشارع , ونهباً للفراغ القاتل .
فلو رأينا أبا يجيع أولاده مثلا هل سنقول إنه حر في ذلك , كلا والله , فكذلك التعلم ليس للأب أن يحرم أولاده من التعلم النظامي , فالعلم أشد حاجة من الغذاء .
قد يقول قائل : إن الأب يعلمهم في بيته أو مدارس خاصة كمدرسة ( الدينية ) المعروفة , فأقول : كثير من الآباء الذين منعوا أولادهم للالتحاق بالمدارس تركوهم نهبا لأصدقاء السوء , ولم يقوموا بتربيتهم حق التربية , وتعليمهم التعليم الأمثل , فخرج الولد ناقص التربية ناقص العلم .
أما التحجج بمثل الشيخ العلوان والقرعاوي وغيرهم , فأقول : أولا : لا عبرة بالقليل , وليس كل من لم يدخل المدارس سيكون علواناً آخر أو قرعاوياً آخر , فهؤلاء حالات شاذة , والشاذ لا حكم له , ثم إن الزمن تغير , فحين كان الشيخ القرعاوي في زمن الدراسة آنذاك كان أترابه وأصحابه تائهين في أزقة بريدة وضواحيها لا يعرفون مدارس ولا غيرها , وكان الزمن آنذاك فيه متسع فأكثر الناس لم يدخل المدارس , أما اليوم فالناس كلهم ذكوراً وإناثاً يذهبون للمدارس , ونجد ذلك الشخص عائشاً وسط الناس ويمنع أبناءه من الدراسة , وقد جاورني أحدهم فأرى أبناءه الصغار في الصباح يشاهدون الطلبة وهم ذاهبين لمدارسهم وقد علت وجوههم الحسرة , بل إن بعضهم يختفي وقت خروج المدارس لئلا يروه أترابه فيعيروه .
ثم ماذا في الدراسة النظامية ؟؟؟ هل فيها عيب ؟ ألم يقبلها علماؤنا الكبار أمثال الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز ’ والشيخ محمد العثيمين , والشيخ عبد الله بن حميد , والشيخ حمود العقلاء , والشيخ محمد بن إبراهيم , والشيخ صالح البليهي رحمهم الله جميعا , فمن لم يقتنع بهؤلاء فهو مأفون .