عــزيــزي كبيــر المحــايــديــن
لا يـُـنكــر فــائــدة الــدراســة والعلــم ســواء كـانــت نظــاميـة أو دينيــة أو غيــرهمــا ، ولكنــكـ ضــربــت بمثــل قـُـلــت فيــه أنّ مــن لا يـُـدرّس أبنــائــه فــي المــدارس فأبنــائــه عـُـرضــة للضيــاع والفــراغ علمــاً بــأن ذلــكـ ليــس قيــاســـاً ، فمثــل أنّ هنــاكـ أبنــاء ضــاعــوا إلا أنّ هنــاكـ أبنـاء نبغــوا فــي العلـــم وكــذا فــي التجــارة .
ومســألـة أنّ يـؤخــذ بيــد الأب ويـُـجبــر لتــدريــس أبنــائــه فهــذا ليــس بصحيــح فلــن نكــون بــأشــد حــرصــاً مــن الآبــاء علــى أبنــائهــم والكــل فــي هــذا مجتهــد ، وعــن تــأثيــرهــم فــي المجتمــع فــإن الأب لــم يمنــع إلا أولاده وهــو حـُــر بتصــرفــه معهــم ، ولــن يكــون تــأثيــره كبيــراً علــى مجتمعــه خصــوصــاً إذا علمنــا أنّ نسبتهــم ضئيلـــة فــي مجتمعنـــا .
وإذا كـُـنــا نــرى بـــأمثــال الشيــخ العلــوان والقــرعــاوي وأمثــالهمـــا نمــاذج شــاذة فــأننــا بــالمقـــابــل نــرى شبــابــاً لــم يتعلمــوا تعليمــاً نظــاميـــاً وهــم مــن خيــرة شبــاب جنسهــم فـالقــاعــدة هـُـنــا إذا معــدومـــة .
وصــدقنــي أنّ الـدراســة النظــاميـة ليــس فيهــا شــيء بــل منفعتهــا أكبــر ممـّــا يتصــوّر البعــض خصــوصــاً فــي المــرحلـــة الإبتــدائيــة ، ولكــن أن يـُـجبــر الأب علــى شــيء لا يـُـريــده فهــذا هــو الغلــط ، وبــالإمكــان إقنــاعــه مــن دون إجبـــار .