.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
من الشعر يا أحبّة ما يسحر الألباب . .
ومنه ما يلهب النفوس . . !
ومنه ما يحرك الكامن من المشاعر . .
فيبكي البكر . . ويطرب الشيخ الكبير . . !
ومنه ما إن سمعته استلقيت على قفاك تضحك . . !
لأن الشاعر نجح في نقلك لصورة فكاهية رائعة . .
لعل من هذا الأخير ما أحمله لكم اليوم . .
هذه القصيدة لشاعر يقال له [ أبو سودون ] . .
و [ أبو سودون ] هذا كتب هذه القصيدة لما رأى
كثرة المتعالمين في زمانه . .
والذين ما إن يحفظ أحدهم متناً . .
ويجلس ساعة في حلقة . .
ويلقي نظرة على كتاب . . !
حتى يظن أنه أسطورة عصره . . ونابغة زمانه . .
ويأتيك بما تعجب به من مسلمات الدهر على أنه معلومةٌ لم يسبق إليها . . ! !
فحاول أن يحاكي بعضهم . .
استمتعوا معي . .
يقول :
[POEM="font="Simplified Arabic,5,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
إذا ما الفتى في الناس بالعقل سمــــــا = تيقن أن الأرض من فوقها السمـــــــا
و أن السما من تحتها الأرض لم تزل = و بينهما أشياء إن ظهرت تـــــــــرى
و إنـّي سأبدي بعض ما قد علمتــــــه = لتعلم أني من ذوي العلم و الحجـــــــا
فمن ذاك أن النـــاس من نســـــل آدم = و منها أبو سودون أيضا و إن قضــى
و إن أبي زوج لأمي و إننــــــــــــي = أنا ابنها و النـاس هم يعرفـــــــــون ذا
و كم عجب عندي بمصر و غيرهــا = فمصر بها نيل على الطين جـــــــرى
و في نيلها من نام بالليل كلــــــــــــه = و ليست تبل الشمس من نام بالضحـى
بها الفجر قبل الشمس يظهر دائمـــا = بها الظهر قبل العصر قبل ولا مِـــــرا
و بالشام أقوام إذا ما رأيتهــــــــــــم = ترى ظهر كل منهم و هو مـــــن ورا
بها البدر حال الغيم يخفى ضيــــاؤه = بها الشمس حال الصحو يبدو لها ضيا
و يسخن فيها الماء في الصيف دائم = و يبرد فيها الماء في زمن الشتــــــــــا
و في الصين صيني إذا ما طرحتــه = يطن كصيني طرقت سوا ســــــــــــوا
به يضحك الإنسان وقت فراغــــــه = و يبكي زمان الحزن فيها إذا ابتلــــــى
و فيها رجال هم خلاف نسائهــــــم = لأنهم تبدو بأوجههم لحـــــــــــــــــــــى[/POEM]
أتمنى أن أكون قد وفقت في رسم الابتسامة على وجوهكم . .
أخوكم/
أبـو خـبـيـب . .
.
.
.