..
مشكلتنا أننا لا نفكر في الخطط المرحلية ، و نفكر مباشرة في تحقيق الإصلاح الكامل ، و لكن لو تأملنا جيداً في سنة الحياة ، لوجدناها قامت على التكافل في جانب الإصلاح ، و مثال ذلك : أن من الصحابة رضوان الله عليهم من مات و لم يرى النصر الكامل للأمة ، لكنه علم أنه ساهم في بناء النصر ، و ترك لمن بعده إكمال المشروع الإصلاحي ..
أذكر مرةً أنني تشرفت بزيارة لأحد الأسر في أحد نوادي بريدة الصيفية ، و تكلم أحد المربين في المركز عن الخطر الذي نعيشه بسبب وسائل الشر ، و ذكر منها القنوات الهدامة ..
و كان كلامه جميلاً ..
لكني تعقبته ، بأننا يجب أن نعلم أنه كلما زات التقنيات و الوسائل التي تهدم الأمة ، فإن بإمكاننا تصييرها إلى وسائل تنصر الأمة ، و تصلح ما فسد من أمرها ..
فهي مشروع ناجح لمن يريد الجدية في العمل ، و مشروع تعذّر لا يفيد ولا ينفع ولا يشفع للكسالى القاعدين . الذين لا أراهم إلا في سير على خطى المحتجين بالقدر .
إنه من الضروري أن يكون صاحب الحق واثقاً مما يقول ، راضياً عما يصنع ، و لكلمة الحق وقع على النفوس ، يهدم كل هيلمانٍ و زخرفٌ للأقوال المعوَجَّة ..
من يتأمل حالة قيام هذا الدين أول الأمر في مكة ، فإنه لا يكاد يصدق ما حدث ، فبيئة قيام الدين الإسلامي في مكة لم تكن في مصالح المسلمين البتة ، كانت الظروف حرجة للغاية ، من عدة نواحٍ ، و لكن مع الصبر و المصابرة ، قامت هذه الدعوة لتهز العالم بأسره ، فصلى الله على المعلم الهادي ، و جزاه عنا خيراً ، بأبي هو و أمي ..
يجب أن نتعامل مع كل معطيات العصر ، و نتوحد صفاً واحداً ، صلب الأساس ، نزيه المبدأ ، نافذ الفكرة ، جريء الرأي ، سليم المنطق ، عالميَّ الخِطاب ..
و كلما تمسكنا بالميراث ، تحققت هذه الأمور ، و بقدر التخلف تتخلف .
أثرت الشجون ، و أنرت العقول ..
فشكراً أستاذنا الفاضل ..