مدحت شوقي بريدة
لك الله ..
ما أجمل من تلك الحروف ..
وليس ثمت شيء يفوق الموضوع هنا ..
فهذا والله هو الجهاد في الداخل ..
أما عن البنوك ..
فاسمح لي أن أضع بعض النقاط على عجالة ..
مستفيدا من خبرتي التعاملية معها ..
1)
أهم ما نستفيده من اهتمامه بكلمة ( إسلامي ) ..
هي أن الجميع أصبح يتفق على أن عملها ..
غير شرعي ومخالف لتعليم الإسلام ..
حتى أقر بذلك أصحابها ..
فأصبحوا يبحثون عن أي برنامج ..
يلبي طموحهم ورغباتهم ويمكن إلصاق الشرعية عليه ..
ومن هنا بذلوا الأموال الطائلة لأصحاب الفكر ..
وأرباب التجارب البنكية ..
وتسابقت البنوك ..
للحصول على فكرة من هذا النوع ..
2)
الحق الذي يجب ألا يغيب عن الأذهان ..
أن كل البنوك دون استثناء ..
بما فيها شركة الراجحي ..
كلها تتعامل بالربا ..
وذلك مرتبط بتعاملاتهم مع الصناديق الدولية ..
والبنوك السويسرية التي تعتمد الربا ..
كأساس في تعاملاتها البنكية ..
وبالتالي فلا يمكن لأي بنك في العالم ..
الخروج عن هذا النظام العالمي العام ..
وما تقوم به شركة الراجحي ..
هو أنها تفرز الربا الذي تحصل عليه ..
من معاملاتها الخارجية ..
وتقوم بصرفه على الطرق والخدمات العامة ..
التي تخدم المسلمين في كل بلد ..
( هذا ماصرح به الراجحي نفسه ) ..
معللا ذلك بصعوبة التخلص من الربا بغير هذه الطريقة ..
خاصة وأنها لا تصرف كصدقة أبدا ..
3)
ولما بدأت العولمة الاقتصادية ..
والتفتت البنوك السعودية - تحديدا - إلى نفسها ..
رأت أن العميل السعودي ..
سيصبح أكثر وعيا في الجوانب البنكية ..
خاصة في حال بدأ تطبيق العولمة ..
ودخول مؤسسات مالية إسلامية تعتمد الطريقة الإسلامية ..
فرأوا بعد دراسة خطورة موقفهم ..
وأن الشارع السعودي لن يقف عليهم ..
بل سيتجه إلى المؤسسات المالية الإسلامية ..
لهذا فقط ..
بدأوا بطرح البرامج الإسلامية ..
وبدأت الحملات الإعلامية التي تهدف ..
إلى كسب العميل المهتم بالجانب الشرعي لأمواله ..
خاصة وأنه يمثل مانسبته 90% من الشعب السعودي ..
والذي سيكون هدفا سهلا للبنوك الأخرى ..
4)
الحرام والحلال في شأن هذه البرامج ..
ليس بالسهولة الحكم فيه أبدا ..
فليس لك الحق في التحريم المتعجل ..
وليس لك الحق في التحليل السريع ..
إذ يجب أن يسلم ذلك لأهله من العلماء ..
ويجب أن يدرس دراسة فقيهة متأنية ..
ثم يستصدر فيه حكما ..
خاصة وأن ملابساته كثيرة جدا ..
ومعاملاته متشابكة ..
ويغلب على الظن أنها مرتبطة بالنظام العالمي ..
الذي يعتمد الربا من أساس مصادره ..
إذ أن هذه البرامج مرتبطة بنظام البنك ..
والبنك مرتبط بالنظام المالي العالمي ..
5)
الحل الحقيقي هو :
إنشاء شركات مالية إسلامية ..
تعتمد نظام المضاربة ..
ويعتبر العميل شريكا مضاربا ..
وتدخل العمل الاستثماري ..
دون اللجوء إلى النظام البنكي ..
رغم أنها ستكون مرتبطة به من حيث إدارة أموالها ..
وتعاملاتها المالية مع المستثمرين الآخرين
ليس الحل صعب ..
ولكنه يحتاج إلى مبادرة قوية ..
وشخصيات ترغب في العمل الإسلامي ..
ولديها القدرة على خوض الصراع من أجل البقاء ..
مبتعدة عن المصادمات الدولية التي لا بد وأن تكون ..
فهي بلا شك ستكون في حرب ضروس ..
مع جميع البنوك العالمية ..
التي يغذيها المسلمون بأموال طائلة ..
وعليهم الاستفادة من الشركة الإسلامية السابقة ..
التي أنشأت في مصر وتمت محارتها حتى شاركت الحكومة المصرية ..
في مسلسل إسقاطها باتهامها لهم باتهامات باطلة ..
ثم استصدار الحكم عليهم دون محاكمة ..
وألبوا الشعب عليهم ..
6)
المعاملات البنكية الان ضرورية ..
ولكن ..!!
رجل دخله لا يتجاوز خمسة آلاف ..
لم يحرص على البنوك ..؟؟!!
ولم يلوث ماله - على الأقل - بالشبهات ...؟؟!!
ولم يدخل في متاهات طويلة ..؟؟!!
أسئلة تحتاج إلى إجابة ..
كان في الماضي يغرينا وضع دفتر الشيكات في الجيب ..
ونحاول أن نشير في أحاديثنا إلى أن لنا حسابا بنكيا ..
بهدف التفاخر وإظهار أننا من التجار ..!!
فهل بقيت هذه الحال إلى الان ..؟؟!!
الحديث حول هذا طويل ..
ولكن ..
دعنا نقول ..
بأنه جهاد ..
وللذكرى ألم
ألم
__________________
إذا كنت تقرأ ما يعجبك فقط .. فثق أنك لن تتعلم
|