أذكر أن أحد الأقارب ممن من الله عليه بأداء الحج سنوياً يقول :
التقيت مرة برجل مسن من أهل مكة له غنم ، وأثناء حديثي معه قلت ملاطفاً :
أجل انتم ما شاء الله ياهل الحرم كل سنة حجاج .
رد عليه هذا المسن وبكل برود : والله لسا ما حجيت ! !
عجيب . . !
ولما استفسر صاحبنا عن السبب اعتذر بعذرٍ أقبح من ذنب :
الموسم والله . . كل سنة أحسن من الأول . . !
ولك أن تعجب . . !
إذا كان جيران الحرم مقصرين بهذا الشكل فكيف بمن هم أبعد . . ؟
وإن كنت أرى أن هذه الظاهرة طبيعية ، فنحن السعوديون لا نرى في الحج أية صعوبة
من ناحية الحجوزات ، ولو قررت أن تحج في صبيحة يوم عرفة لتيسر لك بحمد
الله ، ولذا فالناس زهدوا وطالت آمالهم ، وما بين أمل وأمل يقبض الله الأرواح . . !
فتصعد الروح ، ويطرح الجسد ، وتبقى ( ليت ) . . !
وما عسى تنفع . . !
والله المستعان . .
بارك الله فيك وفي قلمك السيّال يا أستاذي عبد الله . . 
.
.
__________________
( لو كانت الدنيا تبراً يفنى والآخرة خزفاً يبقى لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني ،
فكيف والدنيا خزف فانٍ والآخرة تبرٌ باقٍ )
يحيى بن معاذ _ رحمه الله _
|