مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 17-10-2002, 10:50 AM   #7
وليد العلي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 430
(6-11)

س/
في ظل تنامي المد العلماني والمناداة بحرية الرأي ما مدى الحرية الفكرية المسموح بها في إطار الشريعة الإسلامية؟

ج/
هنـــاك أصول ينبغي أن ننظر إليها بعين البصيرة.

الأولى:
معرفة الله تعالى بنعمه،ومعرفة رسوله برسالته التي جاء بها.

الثانية:
بر الوالدين اللذين جعلهما الله تعالى سبباً لوجودي.

الثالثة:
طــــاعة الأمراء والنصيحة هم والدعاء لهم،لأنهم سبب قمع الفتن وو المسلمين وحرماتهم.

والعدوان على الأولى سبب ضياع الثانية والثالثة،ولكنك تجد العلمانيين يتجرؤون على الأولى ويحتمون فيما بعدها فتأمل،فشر العدوان أن تتعدى على ربك،فإنك إن تعديت عليه ما بقيت عندك من حرمة،وإن طالبت بحماية الوطنوالأرض والعرض فلا سبيل لذلك إلا بمعرفة الله ورسوله،لذا جاءتالشريعة بحماية الضرورات الخمس:الدين،والعرض،والنفس،والمـال،والعقل،وجعلت الحدود حماية لها،وإن الذي يعرف الله في نفسه،حيث جعل له العين في رأسه مبصرة ولم يجعلها في غير الرأس وجعل الشمس في كبد السمـاء مشرقة،فمـا قيمة العين إن لم تكن الشمس مضيئة؟ومـا قيمة ضوء الشمس إن لم تكن العين باصرة؟فتدبــر،فالذي شرع الشرع هو الذي خلق العين والشمس فهو حكيم،والذي بعث الرسل هو الله العليم الخبير،وهو الذي جعل نصر نبيه-لى الله عليه وسلم-في الهجرة،فقال: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفوا ثان اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا}.

فالفهم الصحيح لوجود الإنسان في هذه الدنيا يقتضي الحرص والبيان لأصل خلقة الإنسان والكون،فإذا ضـــاع هذا الفهم ضاعت سائر المقدسات التي يطلبون حمايتها من أرض أو عرض فإن من فرط في ربه ودينه،فرط في كل ما هو دونه،بل ربى الناس على التفريط ف ذلك،لذا كان واجب السلطان أن يحمي شرع الله من العدوانحتى يحمي كل ما دونه.

وذلك أن العبد إذا اعتقد أن حماية الأرض والعرض طاعة لله لم يقع في مخالفة ذلك لا سرا ولا جهراً،أما إن ظنها من أمور الدنيا فإن الشيطان وقعه ف ذلك في سره وإن أظهر الدفاع عنه في علنه.

إذا عرفنا ذلك عرفنا أن حرية الرأي إنما تكون فما ندبر به أمور حياتنا من طعام وشراب ودواء،لا من العدوان على الأنبياء ولا على القرآن فتدبـــــــــر.
وليد العلي غير متصل