[أبو سليمان الحامد]

يا أخي لقد أبعدت النجعة وحملت اللفظة ما لا تحتمل , فمن قال لك : إن أسماء الله تعالى مشتقة من أفعاله ؟؟ هذا كلام باطل ولا يصح , ولو كان الكلام كما تقول أو كما يقول المفتي , لكان من أسماء الله تعالى ( اللاعن , والغاضب , والماكر , المخادع , الباطش ) تعالى الله عن مثل هذه الأسماء علوا كبيرا , ومع ذلك جاءت أفعال هذه الألفاظ في القرآن منسوبة إلى الله تعالى : ( {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} (60) سورة المائدة , وقال تعالى : " {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (54) سورة آل عمران , {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (50) سورة النمل , {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} (142) سورة النساء , {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ } (16) سورة الدخان .
فحين ترى الآيات السابقة تجد أن الأفعال ( لعن , وغضب , ومكر , وخادَعَ , بطش ) نسبت إلى الله سبحانه , فهل سنقول إن من أسماء الله ( اللاعن والغاضب .. الخ ) كلا والله وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
إذن فكلمة ( الله يرجك ) التي حرمتها هي مثلها , وهي كلمة يستخدمها الناس ولا يريدون معناها , أي أنهم لا يريدون بها الدعوة على الآخر , بل هي مما جرت بها ألسنتهم كقول العرب : قاتله الله , ثكلتك أمك , ويحك , ويلك , تربت يداك , وبعض هذه الألفاظ جاءت في السنة المطهرة .
فقل لي بالله عليك هل من أسماء الله ( المقاتِل ) وفي الحديث الشريف ( قاتل الله اليهود ) ؟؟
فرويدكم أحبتي ولا تشددوا على الناس مالم ينزل الله به سلطاناً .