...
يجب على كل إنسان أن يتهم نفسه ، و هذا الأصل في المؤمن ، أنه مع كل قربة و عمل صالح ، وجِلٌ مشفق ، حسير كسير ، يخشى من بطلان العمل ، و عدم قبوله كما قال الله تعالى : {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} ، روى الترمذي وغيره عن عائشة قالت : (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } قالت عائشة : أهم الذين يشربون الخمر , ويسرقون ؟ قال : لا , يا بنت الصديق أو يا بنت أبي بكر , ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون , وهم يخافون ألا يقبل منهم , أولئك الذين يسارعون في الخيرات . ) ، و لما أخبر الرسولُ - صلى الله عليه و سلمَ - حذيفةَ بن اليمان - رضي الله عنه - بأسماء المنافقين ، اتهم عمر رضي الله عنه - نفسه ، و سألَ حذيفة بالله ، هل عدَّهُ رسول الله - صلى الله عليه و سلم - فيهم . و هذا اتهامٌ للنفس ولا شك .
و الشواهد كثيرة في مثل هذا الباب .