السلام عليكم
-
وقعت عيني على مقال للشيخ عائض القرني بعنوان كارثة قبيلي وخضيري تذكرت به آية من سورة الحجرات :
-
-
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .
-
-
فأحببت أن أنقله لكم عسى أن ننتفع به جميعا والمسألة لاتقتصر فقط على المسألة التي طرحتها ياأخي الفاضل كنجدي وحجازي بل هي أعمق من هذا ولقد رأيت له ردّا مع المقال سأنقله لكم معه .
-
http://www.asharqalawsat.com/details...84&issue=10607
-
-
انتشرت في مجتمعاتنا مقولة: «قبيلي وخضيري» وهي من مخلّفات الجاهلية، ومن نفايات العصبية القبلية التي جاء الإسلام بكسر أصنامها، وتمريغ أنوف أصحابها بفأس «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، والفاشل في الحياة يتعلّق بعظام الأموات فيفتخر بالآباء والأجداد، والمحبط والتافه يغنّي بأمجاد ليست له، وقد رفع الإسلام أقواماً من كافة الألوان والشعوب والأسر؛ لأنهم اعتزوا بدينهم، وحقّقوا الفضيلة في حياتهم، وحملوا رسالتهم بصدق، وأدّوا أمانتهم بإخلاص، وكان من نجوم التاريخ أناسٌ لا تُعرف قبائلهم ولا عشائرهم، ولكنهم احتلّوا مكان الصدارة، وجلسوا في كرسي الرّيادة، واستولوا على مقاليد السيادة بهمتهم وطموحهم وصلاحهم وإبداعهم، كبلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وطارق بن زياد، وجوهر الصّقلّي، وأبي حنيفة، وألوف مؤلّفة من أمثالهم وقف لهم التاريخ احتراماً، ووقَّع لهم الدهر براءة اختراع المكارم والـمُثُل العليا والسيرة الحميدة، وحاول محمد بن عمرو بن العاص الأمير بن الأمير في مصر أن يخرم قاعدة «الناس سواسية كأسنان المشط، كلكم لآدم وآدم من تراب«، لأن قبطيّاً سبق فرس محمد بن عمرو، فلطم محمد بن عمرو القبطي وقال له: أتسبقني وأنا ابن الأكرمين؟ فشكا القبطي إلى عمر بن الخطاب هذه المظلمة فاستدعى عمر أمير مصر عمرو بن العاص، وابنه محمد إلى المدينة، وجمع الصحابة وأخذ درّته وقال: والله لا يحول بيني وبينهما أحد، فطرح محمد بن عمرو أرضاً، وبطحه وجلده وصاح في وجهه، وفي وجه أبيه: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ وعندنا اليوم مرض اجتماعي عند البعض يُسمى «عدم الثقة بالنفس» فتجده لنقصه وتقصيره وخموله وفشله، يبحث عن مشجب يعلّق عليه هزائمه وإخفاقاته، فليمز هذا في نسبه، ويغمز ذاك في عرضه، ويهمز الآخر في أخلاقه، وقد شكا إليّ شاب جامعي اضطهاد زملائه له في الفصل بأنه خضيري حدثني بذلك وعيناه تترقرقان بالدموع؛ لأن هؤلاء الطلبة الفاشلين لما أقفرت قلوبهم من القيم، وجفّت أرواحهم من المروءة، أرادوا أن يخرقوا سفينة الإخاء والمحبة التي أتى بها الإسلام، ونقول لكل أحمق بليد يفرّق بين أبناء المجتمع الواحد على حسب أصولهم: «اخرس يا جبان» فقد خالفت الشرع والعقل وسعيت في الهدم والإفساد، ونقول لكل رعديد غبي يعيّر الناس بأنسابهم ويعيبهم بأحسابهم: «اخرس يا جبان» لو كنت تحمل طيب المعدن وأصالة المحتد، كنت عرفت أن الإنسان بتقواه وبعلمه وصلاحه وإبداعه، إن أبا لهب الهاشمي القرشي، لما حارب الله وكذّب الرسالة، ورفض الحق عاد بالخيبة والندامة، وأصبح من الخاسرين، وإن بلال الحبشي لما أطاع ربّه واتّبع رسوله صلى الله عليه وسلم، وملأ قلبه بالنور صار رمزاً من رموز الفضل والخير والنبل والفلاح في أمة الإسلام، أيها المثير النعرات الجاهلية، والموقد نار العصبية القبليّة: «اخرس يا جبان»، إن الإسلام لم يترك لك أن تلغو في أعراض الناس، كما يلغ الكلب في الإناء، بل حذّرك وأمثالك من اللعب بالنار، يقول تعالى: «إنما المؤمنون إخوة» ويقول سبحان: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا»، ولا شك أن المعادن الطيّبة إذا كان لصاحبها عمل صالح وإنتاج نافع وهمة عالية ومروءة سامقة فذلك نور على نور، ولكن ماذا نفعل بمن أصله طيّب وأسرته عريقة، ولكنه كذّاب أشِر، وخبيث متمرّد وأفّاك أثيم، تجده لصاً في حياته أو مروّجا للمخدرات أو محاربا للقيم أو بخيلاً ذليلاً خاسئا، أو تافهاً ناقصاً حقيرا، يقول أبو الطيب: وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ هل يريد هؤلاء «الطراطير» أن يعيدوا الأمة إلى عهد «داحس والغبراء» وعصر «عبس وذبيان» أو إلى ملاعب الوثنية والتمييز العنصري في الولايات المتحدة قديماً وجنوب أفريقيا، يجب أن نُفْهِم كل «أبله» أن ديننا أتى لإكرام الإنسان وحفظ حقوقه، وأنه وُلد حرّاً عبداً لله لا عبداً لغيره، ليس عندنا في الإسلام خط «220» ولا خط «110» عندنا خط واحد، يقول سبحانه: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
-
-
وهذا أوّل رد جائه من القرّاء
-
خالد العباسي، «المملكة العربية السعودية»، 13/12/2007
أشكرك على جرأتك في طرح هذا الموضوع، وسأحاول أن أكون على نفس المستوى من الجرأة وأقول إن الكارثة لا تقتصر على قبيلي وخضيري، فهناك العديد من التسميات التي تقع على ألسنة كل مواطن ومواطنة ويقصد من ورائها الإهانة والازدراء مثل (صفر سبعة) و (طرش بحر) و (طعس) و (قوم مسيلمة) و (متسعود) الخ. وأكاد أجزم لك يا شيخنا الفاضل أن هذا الطالب الذي جاءك يبكي ويشتكي، هو نفسه لديه ضحايا من مواطنين آخرين. فالكل يزدري الاخر، والكل ينتقص من قدر الاخر. أما إذا أردنا الحديث عن إهانة وازدراء غير المواطنين فإن مجرد التلفظ بجنسية أو وصف أي مقيم يكون من باب الازدراء والتقليل من شأنه فهذا (مصري) وذاك (زيدي) والآخر (بنغالي) أو (هندي) وذاك (زول) وغيره (دافور) ويكفي أن تجمع كل هؤلاء في لفظة (أجنبي) أو (أجانب) لكي تنال من قدرهم وتحط من شأنهم. والأمر بالغ الخطورة لأن عقوبته عند الله بالغة القسوة. والمطلوب هو تحرك على مستوى المدارس والمؤسسات التربوية والإعلام المقروء والمرئي والمسموع والمساجد وخطب الجمعة للتصدي لهذه الآفة التي تمحق البركة ، وتنمي الفرقة، وتزيل المهابة والاحترام من قلوب وعقول الآخرين ، ليحل محلها الحقد والكراهية.