بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
لكل إنسان شخصية مستقلة يتميز بها عن الشخصيات الأخرى ، و لكل فرد نمط ٌخاص ، و منهج مستقل بذاته عرف عنه و اشتهر به ، فتجد أن زيداً قد اشتهر بالظرافة و المرح ، و خفة الدم ، حتى لو أنه قال لك ( كيف حالك ) ، لاستلقيت على ظهرك ضحكا .. <== من زود خفة الدم .
بينما عمرو ، بعد يأتي بغرائب الطرائف التعليقات ، فتجد ( الملاغة ) . و ( البياخة ) <== خاص للصباخ . :D
و سبحان الله ، الذي ركب هذه الطباع في تلك الشخصيات ..
(2)
و هناك من آتاه الله الأمرين - الظرافة و الجدية - ، فهو ظريف خفيف في محل الظرافة ، جادٌّ في محل الجد ، مبدعٌ في تذليل شخصيته للبيئة المحيطة بها ، قدر الأمور بقدرها .
و هذه موهبة ، تحتاج إلى الاستقرار النفسي بالدرجة الأولى - كما يظهر لي - و قوة الشخصية في الدرجة الثانية ، و لن تجد أعجب من حال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - وهو يحمل أعباء أمة بأكملها ، و مكلف بإبلاغ الرسالة و إصلاح البشرية كلها ، و مع هذا فهو لا يستغني عن المزاح و الدعابة ، و لهذا شواهد في السير .
(3)
التكلف مذموم و ممل و منفر ، فلا تتكلف في استدعاء الظرافة ، فهي ثقيلة على النفوس .
ولا تتكلف استدعاء الجدية في غير مواطنها ، فلكل حادث حديث ، و لكل مقام مقال .
(4)
من المفاهيم الخاطئة عن البعض أن المزاح و الظرافة - المعقولة - تقلل من قيمة الشخص ، و تلغي الهيبة من أقرانه له ، و هذا خلل في الشخصية ، و دليل على التكبر ، و ضعف البنية الشخصية .
فالموفق من استطاع موازنة النمط الذي يسير عليه بين الظرافة و الجدية ، و كما أسلفت فإن لكل مقام مقال .
فالإغراق في الظرافة و ( التنكيت ) و استخفاف الدم ، ممل للغاية ..
و في المقابل فإن الإغراق في الجدية حتى في أوقات المرح ممل و ثقيل ..
فهما نَمَطَان لا عنى للإنسان عنهما و لكن بحكمة ، و أجد تعريف الإمام ابن القيم - رحمه الله - للحكمة مناسب هنا إذا يقول : الحكمة هي وضع ما ينبغي ،كما ينبغي ، في الوقت الذي ينبغي .
::: شاركني برأيك :::
أخي / أختي :
1/هناك من يقول أن الإنسان يستطيع التنقل بين تلكم الشخصيتين( المرحة - الجادة ) بالتدرب ، و التعوّد و يكون هذا مقبولاً و مستساغاً غير ممل .
2/و هناك من يقول أن هذه موهبة جبلية لا طاقة للإنسان في توجيهها بالشكل الذي يُريد ..
فما رأيك ..
أتمنى أن يُثرى هذا الموضوع بإضافتكم المميزة , و أطروحاتكم المفيدة .
و شكراً .
أخوكم ،،،