مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 25-12-2007, 01:27 AM   #9
وحيد المعنى
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209


جميل ما طرحت اخي ابا عبدالعزيز واتفق معكـ تماماً ، ولك ان تتخيل ان مدير في احد الاماكن لايرد السلام على موظفيه خوفاً من سقوط المهابه ، فبعض الناس لديه مصطلحات ولكن ينقصه فهمها ، و الجدية هي الالتزام التام بالسلوك الذي يمليه العقل والمنطق والقوانين السائدة، بحيث تنعكس جميع آثار هذا الالتزام على التصرفات والأقوال والأفعال.

فجدية الإنسان في حياته هي التي تجعله أكثر نضجاً وتركيزاً ويعرف ما يريد. حيث تلعب الجدية دوراً مهماً في تحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات.

إلا أن مفهوم الجدية غاب عن الكثير من الناس وجعلهم يعيشون دون هدف وفي حدود يومهم. يأتون لهذا العالم ويرحلون دون أن يلحظهم أحد، وجودهم كعدمهم فهم مجرد زيادة عدد.

يقول الراحل مصطفى الرافعي: ""إن لم تزد شيئاً على الدنيا كنت زائداً عليها".

جدية الإنسان في حياته هي التي تجعله يعرف ما يعيش ويناضل لأجله، هي التي تزرع الأفكار الكبيرة في عقله والتي يؤمن بها ويسير على نهجها.

أمـــــــــا الظرافة فهي مطلب شرعي يندرج تحت مقصد من مقاصد الشريعة وهو مقصد "السماحة " ،وهي من باب "المزاح" الذي أحله الله تعالى وكان من صفات نبيه صلى الله عليه وسلم الذي "كان يمزح ولا يقول إلا حقاً " ،وكان من خلق صحابته الكرام الذين هم أعلم الأمة بالحلال والحرام وأتقى الأمة لله خوفاً ورجاء ،حتى قال ابن عباس رضي الله عنه :"المزاح بما يحسن مباح وقد مزح رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
وقال بعض العلماء : الإكثار من المزاح والخروج عن الحد "مخلّ" بالمروءة والوقار ، والتنزه عنه بالمرة والتقبض "مخلّ " بالسنة والسيرة النبوية المأمور اتباعها والاقتداء بها ، ومن طرافة العلماء هذا نقل "موقفين طريفين لعالم قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله :"هو أبو زكريا يحي معين ،شيخ المحدثين الحافظ الجهبذ أحد الأعلم روى عنه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم 0
الموقف الأول :
قال جعفر بن أبي عثمان : كنا عند يحي بن معين فجاءه رجل مستعجل فقال : يا أبا زكريا حدثني بشيء أذكرك به ،فقال يحي :اذكرني أنك سألتني أن أحدثك فلم أفعل 0
لعل الإمام أراد أن يشير إلى موقف تربوي وهو أن على السائل التريث وعدم الاستعجال عند سؤال العلماء 0
الموقف الثاني :
قال الحسين بن فهم :سمعت يحي يقول : كنت بمصر فرأيت جارية بيعت بألف دينار ،ما رأيت أحسن منها ،صلى الله عليها ،فقلت : يا أبا زكريا : مثلك يقول هذا ؟ قال :نعم ،صلى الله عليها وعلى كل مليح 0
علّق الذهبي على هذا بقوله :هذه الحكاية محمولة على (الدعابة) من أبي زكريا ،وتروى عنه بإسناد آخر 0
انظر :سير أعلام النبلاء:11/87

وقد ذكرالإمام الخطيب البغدادي في كتابه " الجامع " نقلا عن الإمام الدارقطني في كتابه " التصحيف ّ أن رجلا حمل كتابا من كتب الحديث فقرأ على الحاضرين " حدثنا فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن جبريل عن رب العالمين عن رجل " فصاحوا به : " ويحك من ذا الذي يحق له أن يكون شيخا لله ؟!!! " فنظروا في كتابه فوجدوا أن : " عز وجل " تصحفت فصارت : " عن رجل " "


شكراً لك حبيبينا على هذا الموضوع القيم


__________________

يــــارب يــــارب يــــارب
اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل

وحيد المعنى غير متصل