..
في الحقيقة أن هذا السؤال مما ينبغي الوقوف معه كثيراً ، و للأسف أن هناك من الصالحين المعروفين بالحلم و الأناة ، و لكنهم عند هذا الموضوع يُحييون التصرفات الجاهلية ، و يمارسون القهر في حق بناتهم أو أخواتهم بسبب ذلك ، و لا أخفيك أن الأمر صعبٌ جداً ، نظراً لما يحدث بعد ذلك من تبعات ، تبقى مُلازمةً لا مفر منها .
و دعني أجيب بإجابة مُختصرة على سؤالك الكبير :
ماهي الحلول المناسبة لمن تابت من ذنب بعد اكتشاف اهلها بذلك ؟
الذي أعتقده أن الحل ، هو صدق التوبة ، و الاستمرار في الإنابة ، و الندم ، و أن تستمر في قوة الإصرار على الإقلاع عن ذلك الجُرم ، و أن تري الله من نفسها خيراً ، و أن تُساهم في إنقاذ بناتٍ جنسها من نفس التجربة المُرة التي مرت بها ، و ذلك من خلال ما مر بها ، و ما عرفته من طرق ووسائل انتهت بها إلى اقتحام الحواجز المحظورة .
ماهي العقوبة العادلة بحق الفتاة إذا وقعت بالخطأ ؟
هذا السؤال يوجه إلى ولي الأمر ، و طبعاً جوابه موجود في كتب الفقه ، مأخوذاً من كتاب الله و سنة رسوله - صلى الله عليه و سلم -
و لكن الذي أود الإشارة إليه ، هو أن الشريعة تتشوف إلى الستر ، و لهذا شددت الشروط في الشهادة على مرتكب و مرتكبة هذه الجريمة ، و جعلت العقوبة على من لم يستوفِ شروط الشهادة ، و رتب عليهم عقوبة القذف .
و يوجد في حديث ماعز - رضي الله عنه - و الذي رجمه رسول الله - صلى الله عليه و سلم - من الإيحاءات التي تدل على أن الأولى أن يستر الإنسان على نفسه ، فقد رد الرسول عليه الصلاة و السلام ماعزاً غير مرة ، و أمره أن يؤجل الأمر ، و لكن ماعزاً رضي الله عنه ، أصرّ على تطهير نفسه من وحل المعصية ، وقد وبوّب على هذا الحديث الإمام النسائي : السّتر على الزاني . و ثم تأتي قصة الغامدية الثابتة في السنة ، و التي هي أيضاً قد رجمها رسول الله - صلى الله عليه و سلم - بعدما أمرها أن ترجع غير مرة ، ففي الأولى أمرها أن ترجع حتى تلد ، و في الثانية ، أمرها أن ترجع حتى تفطمه .
نظرتك انت لتلك الفتاة قبل التوبة وبعد التوبة ؟
قبل التوبة يُنظر إليها بإشفاق و رحمة ، و بعد التوبة أنظر إليها بإعجاب ، و تحية ، و أعزز مبدأ الثقة فيها بقدر المستطاع .
مدى قبولك للتوبة ؟
أسأل الله أن يقبل توبتها ، و أن يصلح حالها .
اللهم تب على التائبين و أصلح أولاد و بنات المسلمين .
شكراً حبيبي ..