بصراحة أستغرب من هذه الثقة المفرطة في النفس .. لا أدلة ولا كلام لأهل العلم .. ولا تأصيل وتفصيل ..
من ذا الذي سيقتنع بكلام كهذا ..
قضايا شائكة يسكت عنها كثير من أهل العلم .. وتتكلم عنها بسطرين عاريين من أي دليل ..
وعموماً ... بما أنك صاحب هذه السلسلة الجميلة والمكونة من ست حلقات (كل حلقة طبعاً سطر ونصف) .. فأخوك المسكين لديه مفهوم ربما يجب أن يصححه أمثالكم وهو تفسير قوله تعالى :
(فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) .. فلم أجد في تفسير الطبري إلا هذا الكلام :
فاقتلوا المشركين)، يقول: فاقتلوهم : (حيث وجدتموهم)، يقول: حيث لقيتموهم من الأرض، في الحرم، وغير الحرم في الأشهر الحرم وغير الأشهر الحرم (وخذوهم) يقول: وأسروهم : (واحصروهم)، يقول: وامنعوهم من التصرف في بلاد الإسلام ودخول مكة : (واقعدوا لهم كل مرصد)، يقول: واقعدوا لهم بالطلب لقتلهم أو أسرهم " كل مرصد "، يعني: كل طريق ومرقَب.كذلك لم أجد في تفسير البغوي إلا :
قوله تعالى: ( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ) في الحل والحرم, ( وَخُذُوهُمْ ) وأسروهم , ( وَاحْصُرُوهُم ) أي: احبسوهم.
قال ابن عباس رضي الله عنه: يريد إن تَحَصَّنوا فاحصروهم, أي: امنعوهم من الخروج.
وقيل: امنعوهم من دخول مكة والتصرف في بلاد الإسلام.
( وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) أي: على كل طريق, والمرصد: الموضع الذي يرقب فيه العدو, من رصدت الشيء أرصده: إذا ترقبته, يريد: كونوا لهم رصدا لتأخذوهم من أي وجه توجهوا.
وقيل: اقعدوا لهم بطريق مكة, حتى لا يدخلوها. < 4-14 >
( فَإِنْ تَابُوا ) من الشرك, ( وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ) يقول: دعوهم فليتصرفوا في أمصارهم ويدخلوا مكة, ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ ) لمن تاب, ( رَحِيمٌ ) به.
وقال الحسين بن الفضل: هذه الآية نسخت كل آية في القرآن فيها ذكر الإعراض والصبر على أذى الأعداء.
وحيث بحثت يا شيخي الفاضل في تفسير ابن كثير ما وجدت إلا هذا الكلام :
وقوله: ( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ) أي: من الأرض. وهذا عام، والمشهور تخصيصه بتحريم القتال في الحرم بقوله: وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ [البقرة: 191]
وقوله: ( وَخُذُوهُمْ ) أي: وأسروهم، إن شئتم قتلا وإن شئتم أسرا.
وقوله: ( وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) أي: لا تكتفوا بمجرد وجدانكم لهم، بل اقصدوهم بالحصار في معاقلهم وحصونهم، والرصد في طرقهم ومسالكهم حتى تضيقوا عليهم الواسع، وتضطروهم إلى القتل أو الإسلام؛ ولهذا قال: ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
فأرشدني إلى طريق الصواب فأنا أهلك ...
وشكراً لك على هذا التوجيه ...
__________________
أحب أن نتواصل على
al3azel@hotmail.com
|