بسم الله الرحمن الرحيم
كنت ولا زلت أكرر دائما أننا نعيش أزمة أخلاقيةً ، و فجوة بيننا و بين أخلاقنا الأصيلة ، و مبادئنا النبيلة ، و مع مرور الأيام يزداد الأمر تجليِّاً لي ، و لمن يحاول تهوين هذا الأمر ، و الدليل على ذلك ، أن الإنسان الذي يتصف بالخلق الرفيع ، و التعامل اللطيف ، يكون إنساناً عزيز الوجود ، هو للندرة أقرب ، و يُخشى عليه من الانقراض ، بينما لو دققنا في الأمر جيِّداً لوجدنا أن الخلق الحسن هو الأصل ، و هو مظنةٌ لأن يكون سجيةً لكل مسلم .
تواترت بالتأكيد على هذا النصوص ، و توافرت الشواهد ، و أعطي صاحب الخلق منزلةً عظيمة يوم القيامة ، و في المقابل ، تواترت النصوص في الوعيد لمن ساء خلقه ، و آذى الناس بسوء تعامله .
علل بعض علماء اللغة تسمية السفر بهذا الاسم ، لأنه يُسفر عن أخلاق الرجال ، و اليوم أضيف ما يسفر عن أخلاق الرجال أمرين : [لعب كرة القدم] ، [قيادة السيارة] ، و الأمر الثاني هو محور الحديث .
إننا حينما نقود السيارة و نرى هؤلاء الناس من حولنا ، يجب أن نعلم أن لكلٍ شؤونه ، فهذا شخص ذاهب إلى عمله ، و ذاك عائد منه ، و آخر معه أولاده ، و ذلك ينقل حالة طارئة إلى المشفى ، و كلٌ له شأن ، و يريد اكتساب الوقت ، لذا . كان لا بد أن يراعي كلٌ منهم الآخر ، و أن يُقدر كل واحد منهم الآخر .
كثيراً ما تكتض الشوارع بعبارات السباب ، و اللعان ، و ربما الضرب ، و نحو ذلك مما يستغله الشيطان ، ليُحيي نزغاته ، و يبث جنوده ، و هنا يجدر بالإنسان ألا ينساق خلف كل موقف يُستفز فيه ، إما بقصد أو بدون قصد ، و أن يلتمس العذر للآخرين ، ولا يرد الصاع بالصاعين ، كما هو الحاصل .
و هذا خطاب لكل سائق ، و أخص بذلك الشباب المستقيم بظاهره ، فتصرفاته محسوبة على من ينتمي إليهم ، و أذكر أن شيخنا يوسف الأحمد - حفظه الله - قد قال : إذا قطع إنسانٌ ملتحٍ الإشارة ، فسيتناقل الناس أنهم رأوا [مطوع] يقطع الإشارة ، بينما لو أتى شخص غير ملتح و قطع الإشارة ، فالأمر عاديُّ جداً ، و على هذا قس جميع التصرفات التي قد تُنتقد بها .
إننا أيها الأحبة ، نعاني من أزمة في أخلاق السائقين في الشوارع ، و لولا الإطالة لذكرت قصصاً ، ووقائعاً ، شاهدتها بعيني ، و أنا أيضاً على يقين بأن ما في أذهانكم من المواقف و القصص التي تتعلق بأخلاق السائقين كَمٌ هائل لا يستهانُ به .
أردت المزيد ، و أقف هنا وقوفاً اضطرارياً خشية الإطالة ، و أشكركم على قراءة موضوعي .
أخوكم .