[أعرابي]

.

عزيزي .. الغالي .. ذكرتني بنكتة لطيفة ..

هذا الحب حصل مع أحد المعلمين .. وقد أحب أم عمرو ولم يراها .. ولم يكلمها .. ولم يراسلها

.. العهده على الراوي .. وهو الجاحظ

يقول الجاحظ .. :

. . ألفت كتابا في نوادر المعلمين ثم رجعت عن ذلك . .

وعزمت على تقطيع الكتاب , فدخلت يوماً مدينة فوجدت فيها معلماً فسلمت عليه

فرد علي احسن رد . . ورحب بي . .
فجلست عنده وباحثته في القران فإذا هو ماهر فيه . . ثم فاتحته في الفقه والنحو وأشعار العرب
فإذا هو كامل الأدب


فقلت في نفسي هذا والله مما يقوي عزمي على تقطيع الكتاب . . وكنت في صله مستمر بهذا المعلم
وكنت أتردد اليه يأستمرار

ومره من الايام لم أجده في الكُتابِ فسألت عنه فقيل: مات له ميت وحزن عليه وجلس في بيته للعزاء
فذهبت اليه في البيت للقيام بواجب العزاء
وعندما دخلت البيت قالت : احسن الله عزاك . كل نفس ذائقه الموت . . انا لله وانا اليه راجعون .. هذاالذي مات ابوك . . ؟

فقال :لا فقلت : امك . . ؟ فقال :لا . . فقلت : اخوك . . ؟ فقال :لا

فقلت : زوجتك . . ؟ فقال :لا . . فقلت ومن هو منك

فقال : حبيبتي . .

فقلت في نفسي هذا اول المناحس

فقلت : سبحان الله النساء كثير وستجد غيرها

فقال : اتظن اني رأيتها . . فقلت في نفس هذه منحسه ثانيه

فقلت له وكيف تعشق من لم تر . . ؟

فقال اعلم أني كنت جالس في هذا المكان وانا انظر من الطاق إذ برجل عليه برد وهو يقول :

ياأم عمر جزاك الله مكرمةً ***** ردي علي فؤادي أينما كانا
لا تأخذين فؤادي تلعبين به ***** فكيف يلعب بالأنسان بأنسان

فقلت في نفسي : لولا ان ام عمرو هذه مافي الدنيا احسن منها ماقيل فيها هذا الشعر
فعشقتها
فلما كان من يومين مر ذلك الرجل بعينه
وهو يقول:

لقد ذهب الحمار بأم عمرو **** فلا رجعت ولا رجع الحمارِ

فعلمت انها ماتت فحزنت عليها واغلقت المكتب وجلست في الدار

فقال الجاحظ . . :

. . ياهذا اني قد الفت كتابا في نوادر معشركم المعلمين

وكنت حين صاحبتك عزمت على تمزيق الكتاب ولكن الان قد قويت عزيمتي على نشر

هذا الكتاب . . وأول ماأبدأ به انت أن شاء الله .



,,,,,,,,,,,,,,


وتقبلوا تحياتي ..