[الـصـمـصـام]

..


تبدأ قصية الضياع عند التسكع في الشوارع ، و يدخل بعد ذا الشاب في سلسلة متاهات تأسرهـ حتى لا يطيق الفكاك منها ، و هنا يَضيع ، و يُضيُّع غيره ، سيما إذا اكتسب الخبرة التي تؤهله للإفساد ، فيخترق غيره كما أخترقه غيره .

في هذا العمر يحرص الشباب بسبب التغيرات الطارئة على المكث الطويل خارج البيت ، خصوصاً في البيوت المضطربة ، و ما أكثرها في مجتمعاتنا ، لكننا لا نعلم عنها ، فيفضل الشاب الهروج من ضجيج المنزل إلى ضجيج أخطر منه في الشارع ، ليتلقفه كل شرير سيء .

إن الجلوس مع هؤلاء بأريحية و هدوء و جذبهم و إعطائهم جرعات توعوية يحل جزء كبيراً من المشكلة قبل وقوعها ، و كما قيل : الوقاية خير من العلاج ، بالإضافة إلى توعية الآباء ، و التعاون معهم عن طريق الإقناع و بيان الآثار و العواقب لهذا الانفلات ، و السعي لإيجاد شواغل مسلية و نافعة في آن واحد لتحتوي هؤلاء .

بعد التأمل و التفكر وجدت أن من أعظم أسباب انحراف الشباب ، هو غياب القدوة ، و محاولة محاكاة بعض الشخصيات ممن يرونهم يقومون بأعمال يظنونها بطولية .أضافةً إلى ندرة المحاضن المتنوعة في سائر التخصصات و المجالات ، و الملائمة لكل الميول ، و ضعف الوعي العام .

جزاكـ الله خيراً على موضوعك الفذ ..