..
كم بي من الهم و الغم ، ليس على فلسطين ، و لا أرض فلسطين ، و إن كان في هذا بحد ذاته ما يورث المرارة التي تقطع الأحشاء ، و لكن الأفضح و الأشنع ، هو صمتُ الذل القاتل ، الذي يجعل الإنسان يحار ، و يتسائل هل في العالم عقلاء ، بل هل في العام من يحمل صفة الإنسانية ..
دعونا من الروابط كلها ، و تعالوا لندقق في الإنسانية فحسب ، فهل الإنسانية و العاطفة الغريزية تجعل المرء يرى المذابح و المجازر ، و الحصار الظالم و اغتصاب الأرض و العرض ، ثم يصمت كانه لوح من الألواح ، أو حجرٌ من الأحجار .
ياللعار ..
و ياللفضيحة ..
يا أهلنا في فلسطين .. لستم والله مساكين ، و لا مستضعفين ..
بل نحن المساكين ، الذين خضعنا للدنيا ، نحن المستضعفون حينما جعلنا غايتنا ملء البطون و الجيوب و الأرصدة ..
أما أنتم ، فقد سجلتم قصص الفداء ، و قدمتم دماء الشهداء ، ووقفتم أمام العالم كله ..
نعم اقول أنكم وقفتم أمام العالم كله ..
بكامله ..
لأن العالم كله ضدكم .
حتى و للأسف .. المسلمون منهم ..
و ياللعار ..
يارب سامحنا ..
يارب تجاوز عنا ..
يارب آتنا ما وعدتنا ولا تخزنا ...
و الله المستعان .