وإنّا على فراقِك يا " أسطورة المنتخب " لمحزونون .
وإنّا على فراقِك يا " أسطورة " لمحزونون .
في نقَاش دارَ هنَا ذكرَ بعضُهم عن أحدِ الشيوخِ - الذي طالما هزّ أعواد المنابر بحماسٍ لا يعلوه حماس مُجلِبًا بخيله ورَجْلِه على أهلِ اللّهو واللعبِ زاعمًا أننا أُمّةُ القُوّةِ والجِدِّ - أنّه قالَ لفتى سألَه : كيفَ الهَناءُ ، واللّعبُ واللهو ، والسفر ، وأمّةُ الإسلامِ تُذبحُ ذبحَ الشِّياةِ ؟؟
فأجابه الشيخُ – وماهو بشيخٍ - : أئِذَا تَركنَا اللهوَ واللعبَ والسفرَ سينتصرُ المسلمون ؟
فزعمَ الراوي أنّ الفتى حَارَ جَوابَا !!
وصارتْ بعدُ مقولةَ الشيخِ المِغوارِ قاعدةً إسلاميّةً يجبُ أن تُجعل منارًا ، وأن تُحاط بها الهيبة ، والاحترام ، والتقديس !
نعَمْ ؛ إنّ لكم أنْ تلعبُوا ، وتمرَحُوا ، وتُشجّعُوا ، وأن تَصنعوا الحَياةَ كما يصنَعُها أبناءُ الدولِ المُتَحضرةِ .
ونعَمْ ؛ فلقدْ آنَ لكُم أن تَفُكوا قَيدَ الأغلالِ ، والجِدِّ والاجتهادِ ، والعملِ الدؤوبِ ، فلقد جَعَلَ اللهُ لكم عنهَا مندُوحَةً بفتوى – أو : سؤالِ – العلاّمةِ الفهّامةِ الحبرِ البحرِ ...!!!
عجبًا لنا ! حين يغلِبُنَا الهوى فلا نُبصر ، ولا نسمعُ ، ولا يبقَى من أيماننا شيئًا !
رحلتَ يا أسطورةَ الأرْجُلِ ..
رحلتَ يا مَلِكَ الأقْدَامِ ..
رحلتَ فلا العُيونُ غدت عُيونًا ، ولا النفوسُ بقيتْ نُفوسًا !
رحلتَ يا أسطورة .
أتعلمون ما معنى أسطورة ؟؟
لنفتح المُعجم ولِنَرَ .
قال في الصِّحاح : ( والأَساطيرُ: الأباطيل، الواحدُ أُسْطورَةٌ )
أعَلِمْتُم الآن ما هي الأسطورة ؟
سؤالٌ آخر :
أتعلمونَ لِمَ احتَفَلُوا بالأسطورةِ ؟؟ هل لأنَّــه مُفكّر عظيم ؟؟ أم لأنّه عالِم ذَكِي ؟؟ أم لشيءٍ آخر ؟
الحقُّ أن عَقل هذا الإنسانِ كأيِّ عقلٍ آخر لا يَستحِقُّ التكريمَ والاحتفاءَ
إنّما كُرِّمت رِجْلُهُ التي يَركُلُ بها الكُرَةَ !
وهؤلاء النّاس الذين يُتابعونَ ، ويُصفِقُونَ ، ويَبْكُونَ ! ، إنما فعلوا ذلكَ لأجلِ قَدَمِ الأسطُورة ، التي قد لبسِ عليها الجَورَب ، ثم جعَل عليها الخُف . ونحنُ – علِمَ الله - لا نعلم أنظيفةٌ هي أم مُتسخةٌ ؟ وهل هي مُعطّرةٌ أم مُنتنةٌ . ولكُم أنْ تسألُوا مُحبِيهِ عن هَذا !!
غير أنّه من العَدلِ والإنصَافِ أن نَقُول :
إنّ التكريمَ ، والاحتفاءَ ، يجِبُ أن يكونَ للقَدَمِ قبلَ صَاحِبِهَا . وذلك بأنْ يَخْلَعَ الأسطورةُ جَورَبَهُ وخُفَّهُ ثم يرفَعُهَا عاليًا لتُقَبِّلَها الجماهِيرُ ، أو أنْ يُصنعَ مِثالٌ لقَدَمِهِ من الخَشَبِ فيكون في يَدِ كلِّ محبٍ يلعقُهَا متى شاء كما يلعقُ الأطفالُ الحلوى .
أبو العبّاس
__________________
هل تريد أن تكون كاتبًا متميزا ؟ هل تريد مكانًا تتعلم فيه الكتابة ، تكتب فيصحح لك متخصصون في اللغة والأدب ؟ هل تجهل طرق تعلم الكتابة ؟
www.ahlalloghah.com
آخر من قام بالتعديل أبـو العبـــاس; بتاريخ 23-01-2008 الساعة 04:04 AM.
|