..
لا لوم عليكما أيها الأفاضل ..
و لكن الللوم على من أثار قضية سامي ، و أخمد قضية أهلنا في غزة ..
اللوم على من دفع الملايين لسامي ، و لم يدفع قرشاً واحد لأهلنا في غزة ..
اللوم على من تضرع إلى الله بأن يوفق سامي ، و لم يرفع دعوة واحدةً ينصر بها أهلنا في غزة ..
اللوم على من اشترى من حر ماله بالآلاف ترفاً و مُباهاةً و خُيلاء ، و هو يعلم أن أطفال غزة يبعون درجاتهم و ألعابهم من أجل أن يعيشوا حياةً حرةً أبية ، ليُوفروا الضروري من حياتهم .
مظاهر الترف قتلتنا والله ، و أخزتنا أمام شعوب العالم ..
قال تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } ، و قال : {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} ..
هذه هي العلاقة ، كما قال الله ..
و قد قال عليه الصلاة و السلام : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه )
و قال عليه الصلاة و السلام : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
و قال : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ..
و جاء في حديث يستأنس به ، وهو ضعيف : (من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ) ..
هذه هي العلاقة ، لم أفسرها أنا ولا عالم من العلماء ، بل فسرها حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم ..
و الله المستان ، و إليه الملتجى و المآب ، و لا حول ولا قوة إلا بالله .
و أما بالنسبة لما يقال أن الانشغال بهذه القضايا مما يُتعب الإنسان ، فأقول لا بارك الله في حياة البهائم التي تقوم على حظوظ النفس و شهواتها من المآكل و المشارب و المناكح ، و هل كانت حياة الإنسان إلا تعباً و مشقة و عناءً ، و على هذا سار الأنبياء ، فهذا رسول الله عليه الصلاة و السلام ، يطلق الحسرات على حال أمته ، و يطرد و يُشرّد ، و يسفك دمه ..
بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها **** تُنال إلا على جسرٍ من التعبِ
ومن لم يتعب من أجل دينه فسيتعب من أجل دنياهـ ، و السعيد من اجتهد في دينه ، و سير دنيا لدينه ، قال الإمام ابن باز - رحمه الله - :
" من نذر نفسه لخدمة دينه فسيعيش مُتعباً ، لكن سيحيا كبيراً ، و يموت كبيراً ، و يبعث كبيراً ، و الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله " ..
و شكراً .