أرأيت ياأخي الفاضل مدحت .
أنت كنت محقا بمقولتك مئة في المئة لكن أرأيت الردود من بعدها وتعلم إلى ماذا أرمي .
نعم كنت محق والخليفة محق وكل من دخل له وجه من الحق لكن كلّها تأتي من طريقة الإنكار فقط لاأكثر ولا أقل ياسبحان الله ((أبتسم)) .
وعلى فكرة أيها الإخوة الأكارم ...الرجل الذي أفتى برضاعة الكبير ولإخارج المرأة لثديها بالمجالس لكي ترضع الأصحاب والأحباب حتى يكونوا محارم ...فصلوه من الأزهر ولم يكتفوا بأنه عاد بالعلن وأجهر عن عودته بفتواه هذه المشؤومة .
ونعم أيها الإخوة الأكارم المدرسة الدينية السلفية هي شديدة وصارمة في تطبيقها لمذهب الإمام ابن حنبل عما فهمه الشيخين ابن تيمية وابن قيّم الجوزية وغيرهم من جهابزة الدين السنّة وما نقله الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمهم الله أجمعين ....وهذا حق .
لهذا المدرسة النجدية كانت من أنقى المدارس الدينية تطبيقا والتي بشدتها لم تسمح لدخول أي صوفية أو بدعة ...لكن أكتفي بهذا القدر عنها .
ونعم وهذا حق بأن من يكفر بدين الإسلام من بعد رسالة نبيّه سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم هو في نار جهنم ولايقبل منه عمل ولادين ..لأنّ الدين عند الله الإسلام وهو دين ارتضاه الله لنفسه ولعباده وهذا في القرآن ...أيّ كل من مات دون الشهادتين وهو منكرا لهم هو في نار جهنم ...لأنّ لامبدل لكلمات الله وهذا ماقاله الله في كتابه ...لكن هل هذا يجعلنا شعب الله المختار ...بالطبع لا فلقد خاطب الله الناس أجمعين ولم يخص العرب ولم يخص قوم دون قوم فقال ياأيها الناس ادخلوا في السلم اجمعين .
ونعم وهذا حق ولاننسى علماء المدرسة الشافعية وغيرهم من الحنفية والمالكية أي مدرسة الأزهر فهي عريقة ولا كل المدارس ....ولاننسى مدارس سوريا حتى الآن فهي فيها علم نقي ....وحتى الآن ولاتذهبوا بعيدا فما الشيخ المنجد إلا سوري الأصل وهو من علماء السلف الأفاضل لانزكيه على الله والله حسيبه .وياسبحان الله كنت بحديث بغير مكان عن أنواع العلماء وعن مقولة أنّ
أنقله لكم عسى بأن ينفعنا وينفعكم الله منه أنقلها لكم لأنكم سمعتموها وقد تسمعوها وقد تنكرون وأحب بأن تقرأوا هذا التفنيد :
هذه مقولة الحافظ بن عساكر بأن لحوم العلماء مسمومة هذه تحتاج لتأملّ ...تأملّ وتفكير كبير لأنه حين قالها قالها عن تأملّ ...أيّ حين تقرئ هذه الجملة ياأخي وياأختي يجب بثواني بأن تسترجع صفحات من المعلومات ....مثل حاسوب كومبيوتر بظرف ثوان نظرت ...فقلت ياسبحان الله .
-
-
هل تستطيع هذا ...بالتأكيد ...كل ماهنالك أنه استهديئ بالرحمن قليلا ...يعني طوّلوا بالكم ياجماعة الخير ..... يعني لايجب بأن تأخذنا لاغضبة ولاإنفعال ولا حتى إستهزاء حتى بل نرجع لما قرأناه .
-
-
أنا هذه سمعتها وقرأتها من الكثير لكن بحالة إنكار ...أيّ تحصل فتوى وعمل من قبل شيخ من الشيوخ فيأتي أحدهم وينكر على الشيخ الفلاني بطريقة غير مناسبة أو بطريقة في نهر وزجر ومسبّة ونسف للعلم وتحقير للرجال أو بطريقة العوام بعدم إحترام المقامات وحسن الخطاب وكأنه يحدث صاحبه أوّ ...أوّ ....أوّ حتى يأتي المرئ بالآية والحديث وبكلام قيّم
((وينكر على الشيخ الفلاني مقولته أو فعله ))
يعني لنقول بأن الإنكار كان مواف لكل الشروط من ناحية الأدب والعلم والحجة والبرهان وحسن الخطاب ....لكن مع كل هذا ...نرى شخص يردّ ويقول ويّحك يارجل ...نراه يردّ على المنكر ويقول ألا تعلم بأن لحوم العلماء مسمومة .
-
يعني مهما يكن يافلان ياصاحب اللقب ...إياك أن تفتح فمك بكلمة ...وهذا يكون إمّا عن جهل بمعنى الكلمة وخوفا من المعصية أو صدقوا قد يكون من أنصار الشيخ الفلاني نفسه ((أضحك)) أو أنصار السلطان حتى ((أضحك أكثر )) لأن عالم النت غريب جدا ياإخوان ...
غريب وأنتم وأنا نتطاحن كل يوم مع الكثير ومع أشكال وألوان فنحن مع أشباح ...ألقاب لانعرف من ورائها أشباح من وراء حجاب ...لكن لاوالله ...الكيبورد هو اللسان والقلب ينضح ...والذي لايعلم نتباسط الأمر معه وياسبحان الله ترى القلوب النقية تتقبل وترى القرين يصفع صفعة قوية وترانا إخوة اجتمعنا على الإيمان وإن أخطئ أحدنا يركض الآخر ويصلح له ولاحرج ولاحتى ضغينة ولاخوف من إثم ولاعدوان لأن العمل لوجه الله خالصا مخلصا ..
أيّ من القلب إلى القلب ...ووالله إن المرئ ليشعر ...ليشعر إن كان بها رياء أو حتى مجاملة بغير محلها ...
المهم ياعباد الله نرجع الى مقولة الإنكار وعلى مقولة لحوم العلماء مسمومة ...وحين نرى القوم يلقونها بوجه من أنكر على عالم ...
ترون من يقرئ ويميز بين الحق والباطل ...ياستار ...صراع ...صراع نفسي ...ومن القوم من يمسك لسانه عملا بالحديث حتى يقول خيرا فلايجد فتراه يصمت ...أو يصول ويجول ...فتراه يخطئ تارة ويصيب تارة على حسب علمه وفهمه ...وتقشعرّ الأبدان وتجحظ عيون المشرفين للمواقع .
-
فترون القوم أحيانا يهيجون ...هاجوا وماجوا ....ولسان حالهم أجعلتم منه إلها ...لايلمس ..معصوم . أتقدسونه ...وهم على حق ...أيّ لاخلاف هنا . أو تراهم يستهزؤون
-
-
لكنّ الأصل يرجع إلى حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألا في القلب مضغة إن فسدت فسد الجسد كله .
-
-
وهناك نوعان من الطعام طعام الروح والقلب وطعام الفم والمعدة والذي كلاهما إن لم تأكل منها قاصدا متعمدا أهلكت نفسك ...وإن أكلت منهما الفاسد أمرضت نفسك وقد يموت قلبك لابل قد يموت جسدك .
-
-
والأصل يرجع لهذه المقولة أيضا للأئمة المضلين وضياع الأمانة والعلم من صدور العلماء .
-
فلحوم العلماء مسمومة .....مسمومة على كلا الحالتين مافي مجال لمن تأمل بها فقط .
-
لانه من أخذ منهم ومن علمهم وقد كان لهم علم نقي لكن مضغتهم بقلوبهم فسدت ففسد جسدهم فضلّلوا وأضلوا وضاعت أمانتهم لكن بقي علمهم بصدرهم ...يأخذ منهم المرئ فيضلّ مثلهم ويفسد مثلهم وأصابه من السمّ ماأصابهم ....فلحوم العلماء مسمومة وقد أصابه السمّ فهو يتكلم بلسانهم وله قلب مثل قلبهم ...نسخة منهم .
-
-
وأما من يأتي العالم الصادق الذي مازالت أمانته تخفق بين ضلوعه ومازال ينضح بهذا الغذاء الروحي للقلب من طعام وشراب ....ألا وهو وكما قلت عنه العلم من القرآن والحديث الذي يكون المرئ ميّت بدونه .
-
يكون هذا العالم لازال ينضح به بهيّا نقيا فيأتيه من يقذف به وبعلمه ...فتراه وكأنه من أعلن الحرب على الله ....فترى العباد كلها هزل وفساد قلبه وكأنه مسموم ... ويظهر الله عورته وكذلك يخرج الله الخبيث من الطيب والطيب من الخبيث ليريكم آياته ويخرج الميّت من الحيّ والحيّ من الميّت أيضا ليريكم آياته .
-
-
فنرى بأنه من أين ماأتيت العالم ومهما كان العالم فهو لحمه مسموم ....فإن فسدت مضغته وفسد قلبه وضاعت أمانته ...ضلّ واضلك وسممّك بعلمه .
-
-
وإن أتيت العالم تقذف به وهو حامل لأمانته ينير درب العباد لايريد أجرا ولاشكورا إنما أجره على الله ...ترى الله يظهر عورتك فترى قذفك به وكأنه سمٌّ دخل القلب وأفسد مضغته فهزل وأصبح عليلا ..أيّ حين دخل نقاء علمه إلى قلبك ظهرت علّته وفساد مضغته وبدى مسموما .
-
-
فلحوم العلماء مسمومة على كلا الأحوال . فالعالم يقدم علمه لك وكأنك تأكل اللحم لتغزي به عظمك لكنه هنا يعطيك ماتنمي به قلبك .
-
فهذه مقولة حكمة من ابن عساكر رحمه الله ...قالها من بعد علم وتأملّ
-
ويجب علينا بأن نتذكر بأن اللقب لايسقط بفساد المضغة .... أي في الحديث جائنا أئمة مضلين ... لقب العالم لم يسقط .....
-
-
ألا تذكرون دعاء الإنتفاع بعلم نافع وبأن ينفعنا الله بما علمّنا ويعلمنا ماينفعنا ...وكم من ((مسلم )) لم تنهاه صلاته ...والأمثلة كثيرة ياإخواني ...الأمثلة كثيرة عن تفنيد العلماء حتى ..عالم الأمّة وعالم الدولة وعالم الملّة ...... وهذا ماقرأته بتعريف جاء به سليمان بن صالح الخراشي ونقله عن الشيخ ابن العثيمين رحمه الله بتعريف حال العلماء الثلاثة وسترون بأننا نفتقر الى
عالم الملّة كثيرا بأيّامنا هذه
-
العلماء ثلاثة أقسام:
عالم ملة ،
وعالم دولة ،
وعالم أمة .
أما عالم الملة : فهو الذي ينشر دين الإسلام، ويفتي بدين الإسلام عن علم، ولا يبالي بما دل عليه الشرع أوافق أهواء الناس أم لم يوافق.
وأما عالم الدولة : فهو الذي ينظر ماذا تريد الدولة فيفتي بما تريد الدولة، ولو كان في ذلك تحريف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وأما عالم الأمة : فهو الذي ينظر ماذا يرضي الناس، إذا رأى الناس على شيء أفتى بما يرضيهم، ثم يحاول أن يحرف نصوص الكتاب والسنة من أجل موافقة أهواء الناس . نسأل الله أن يجعلنا من علماء الملة العاملين بها
-
انتهى تعريف الشيخ ابن العثيمين رحمه الله
-
-
فقرأت ...وقرأت ...ولم أجد مايشفي غليلي لما فهمت من كلمة ((
لحوم )) إلا مافندته لكم فإن أفلحت فهو فتح من الله وإن أخطئت فهو جهل مما سوّلت لي نفسي ومن قريني
-
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته