مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 24-01-2008, 03:46 PM   #8
أبوعمر السحيم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2003
البلد: :: المملكة العربية السعودية ::
المشاركات: 1,017
الأخ الكاتب : ولد الرفيعة ..

فقد تتابع العقلاء على أن ليس للمرء إلا ما يعلم .. وأن العاقل لا يهرف بما لا يعرف .. وأن من تكلم بغير فنه فقد أتى بالعجائب .. وأتى بالطوام .. وأضحك العقلاء عليه ..
تقول عفا الله عنك : [[نحن هنا في حديثٌ عن التطرف , وأعني به التطرف المذموم وهو الكراهية للآخر والحقد عليه , وإذا كان الكثيرون يرفضون التطرف ويشمئزون منه باعتباره منافياً للفطرة وللدين السمح فإنهم في الوقت نفسه يحملون هذه الجينات التطرفية والاستعداد لها دون أن يشعروا بذلك , فإنهم قد لايمارسون التطرف عملياً ولكن التطرف موجود في دواخلهم حيث وفي ألفاظهم , فيحملون كرهاً ما لفئة معينة أو لمعتقد معين , ويجري على اللسان وفي داخل القلب ألفاظ تطرفية , هذه الألفاظ هي مرحلة ماقبل الممارسة العملية , فأولاً يأتي الاعتقاد وهو (النية ) ومن ثم القول وهو (النطق والتلفظ بالمعاداة ) ...]] ..
فهل تريد لنا أن نترك مشاعر الكراهية والبغض !! وأين عقيدة الولاء والبراءة !! إن هذا هراء لا يستند إلى عقل ولا نقل !! فأنت تطالب بمشاعر المحبة والألفة .. وعدم الكراهية !! وهذا عجيب والله !! فإن من الركائز العظام في العقيدة : هي عقيدة الولاء والبراء .. فالمسلم يوالي المسلمين ويحبهم .. ويعادي الكافرين ويكرههم .. قال الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله : ((إنه ليس في كتاب الله حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم -يعني الولاء والبراء- بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده)) .. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ((تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله : يقتضي أن لا يحب إلا لله ولا يبغض إلا لله ولا يوالى إلا لله ولا يعادى إلا لله وأن يحب ما يحب الله وأن يبغض ما يبغض الله)) قال الشيخ د.ناصر القفاري حفظه الله : ((وصور البراءة متعدد : براءة باللسان وبراءة بالقلب وبراءة بالجوارح ، ومظاهر التبري متعددة: المزايلة والمفارقة والمخالفة والهجر والبغض والعداوة والجهاد وغير ذلك من معاني البراءة)) !! وهل أخطأ إبراهيم الخليل حينما قال لقومه : ((قد بدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً)) ؟ فهل نقول هذا خطأ لابد أن نتراجع عنه .. وأن نتحلى بمشاعر المحبة ضد أعدى أعداءنا ؟؟ قال الشيخ د. ناصر القفاري حفظه الله : ((وبراءة القلب : تعني عمل القلب ضد الكفر والفسوق والعصيان ، وذلك بكراهة الكفر وأهله ، وإنكار الكفر والإنكار على أهله .
وحكمه : فرض لازم لا يسقط بحال لأن عمل القلب خفي )) .
وراجع كتاب : ((البراءة من المشركين)) للشيخ د. ناصر القفاري .. فتجد القول الشرعي المؤيد بالدليل القطعي .. وإياك والكلام في دين الله بلا علم ولا برهان .. فإن هذا ظلم عظيم .. حيث يقول الله جل وعلا : ((ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة)) .. ((وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)) .. وهذا لا ينازع فيه مسلم ..

* ثم تقول عفا الله عنك : [[ ومن ثم الممارسة (أي القتل والعمل الفعلي ) , لأن الذي ينوي بموقف معادي للأخر ويتلفظ كثيراً بقذفه وتمني موته فإنه على أستعدد كبير لممارسة القتل وسفك الدماء , خصوصاً إذا تمّ تدعيم ذلك بأدلة شرعية قد تُشرع ذلك الفعل حسب مفهومهم للنص]] ..
اعلم أنه البراءة من المشركين والكفار لا تعني الظلم والاعتداء .. والقرن بينهما خطأ ظاهر بين .. فالظلم محرم ملطقاً ... والعدل واجب مطلقاً .. وأحكام القتل أحكام شرعية يحرم القول فيها بلا علم ولا دليل .. وتحرم ممارستها بلا علم ولا دليل أيضاً .. فتأنَّ رحمك الله ولا تتعجل .. وتأتي البيوت من غير أبوابها ..

ثم تقول عفا الله عنك : [[مثال لهذا التفكير:الموقف من الأخوة الشيعة... بالرغم من أنهم مسملون يحرم قتلهم إلا أن معاداتهم وتمني هلاكهم لايكف عنها الكثيرون ]] !!
وهذه طامة أخرى .. فمتى كان الشيعة إخوان للمسلمين .. وخلافنا معهم خلاف في الأصول والفروع .. ولا يوجد أصل نجتمع معهم فيه اجتماعاً صحيحاً .. فخلافنا معهم لاسيما في باب العقائد خلاف واسع عظيم لا يرقعه شيء ولا يسده ..
فإن كنت تقر بأن الله هو الذي خلق الخلق والموجودات ورباها بنعمه وأنعم عليها .. فإنهم يقولون أن علياً هو الذي يفعل ذلك ..
وإن كنت تقول : أني لا أدعو غير الله .. ولا ألجأ إلا إليه .. ولا أصرف عبادة إلا له .. (وهو توحيد الألوهية) .. فإنهم يصرفون ذلك إلى أئمتهم وساداتهم .. فتجد الدعاء إلى غير مصروف .. والعبادات إلى غيره متجهة !!
وإن كنت تقول : إني أثبت لله ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله من الأسماء والصفات على المعنى الصحيح ((كالسميع والبصير والعليم والرحيم ...)) ونحوها (وهذا توحيد الأسماء والصفات) : فإنهم لا يثبتون لله شيئاً من ذلك ..
فسقطت بذلك عقيدة التوحيد عندهم .. فكيف يكونون مسلمين وإخواناً ؟
وإن كنت تقول : بأن القرآن كلام الله تكفل الله بحفظه بقوله : ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) .. فإنهم يقولون : هذا كذب وهراء .. بل المصحف الموجود : هو ثلث القرآن .. وثلثيه مفقود .. ولذلك زادوا بعض السور فيه .. كسورة الولاية ونحوها .. وأنكروا بعض آياته كهذه الآية .. وحرفوا بعضها كقوله تعالى : ((يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ..)) قالوا : بلغ ما أنزل إليك في علي رضي الله عنه !! وقال الله : (( الذين يؤتون الزكاة)) قالوا : بل : الذين يؤتون الذكاة .. أي الذبح لغير الله !! والقائمة طويلة لا تنتهي ..
وإن كنت تقول : أني أؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم .. فهم آمنوا بها ظاهراً .. وكفروا بها باطناً !! فقالوا أن الكتاب الذي أنزل إليه غير محفوظ بل هو ناقص .. وأن جبريل خان الأمانة والرسالة إن أن الله أرسله إلى علي رضي الله عنه .. وأن أصحابه كفرة فجار ارتدوا بعد موته وكتموا ما بلغهم وعلمهم .. وأن بعض زوجاته بغايا وزناة .. وإن كان الله برأءهن من فوق سبع سماوات !! أبقي بعد ذلك شيء في النبي صلى الله عليه وسلم لم يطنوا فيه !! فطعنوا في الوحي الذي أنزل عليه والقرآن الذي جاء به وأزواجه الطاهرات وأصحابه الكرام .. الذين هم طريق وصول الدين إلينا .. وما أراداوا بهذه الطعون والله إلا النيل من جنابه الشريف صلى الله عليه وسلم .. فسقطت بذلك إثبات النبوة والقرآن .. فأين الأصول التي يتفق فيها السنة والشيعة حتى يكونون مسلمين !!
فتنبه واحذر من أن تنطلي عليك الأكاذيب والخداع .. وخذ من النهل الصافي العذب الزلال .. واترك الركايا والمصادر المشوبة الملوثة ..
* وتقول : [[فلك أن تيمم بصرك أنى شئت في كثير من المنتديات السلفية أو السنية ولك أن تنظر حينما يكون محور الحديث عن الشيعة فالسباب واللعان وتمني القتل وغير ذلك كثير من العبارات التي توحي بفكر تطرفي لو أتيح له الحرية لسفك دمائهم لفعل ذلك]] ..
أما البغض : فسبق بيانه .. وأن البغض لا يعني القتل والاعتداء وسفك الدماء .
واما اللعان : فإن القرآن أثبت اللعن لمن كفر كما في قول الله تعالى : ((لعن الذين كفروا)) .. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على الكافرين ويدعو للمؤمنين .. وكان يدعو على بعض قبائل العرب كقوله صلى الله عليه وسلم : ((اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف)) رواه البخاري ومسلم وزاد : ((اللهم العن لحيان ورعل وذكوان ...)) .. وكان يدعو على كفار بأعيانهم فعند البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعاءه في القنوت : ((اللهم العن فلانا وفلانا...)) ...((والقول بجواز لعن الكفار وتعيين المدعي بالدعاء له أو عليه والدعاء لقوم بأسماءهم وأسماء آباءهم واختاره أكثر العلماء)) كما في كتاب: (جامع المسائل)

* ثم تقول : [[فما بالك بالموقف من الأخر الغير مسلم كاليهودي أو النصراني فإن الدعاء عليهم وسبهم آنى الليل وأطراف النهار لايتوقف , بالرغم من أن فعلهم ذلك مخالف لأوامر الله ونبيه من حيث التعامل مع الغير مسلم ومخالف بشكل أدق لسيرة الرسول مع جيرانه اليهود والنصارى , ولكنها الثقافة تكييف الدين حسب تصورتها وتفسر السيرة النبوية حسب رسمها هي مثالك ذلك ]]
فإن كلمة الآخر : كلمة محدثة لم ترد في كتاب ولا سنة وليست في كلام السلف الصالح رحمهم الله تعالى .. والقرآن صرح بتكفيرهم ولعنهم .. ولجأ إليها بعض المتأخرين بدعوى تأليف القلوب وتخفيف الحدة في الحطاب !! ونحن يكفينا ما في كتاب الله تعالى وسنة رسوله ولا داعي للألفاظ أخرى ..
والدعاء عليهم سبق في الفقرة التي قبل ..

* وتقول : [[حينما قال السلفيون أن زيارة الرسول لليهودي المريض كانت بنية الدعوة له للاسلام !! , ولا أدري كيف عرفوا ذلك وإلى أي سند نصي شرعي استندوا إليه !! , وهذا التفسير هو انعكاس ولي للأحداث والنصوص من أجل أن تكون موافقة لثقافتهم ورؤاهم للحياة وللأخر المختلف , ولم يريدون أن يفهموا ذلك الموقف من النبي عليه الصلاة والسلام على أنه شيء يأمره الدين بأن على الإنسان أن يزور جاره وأخيه الإنسان فلم يريدوا أن يفهموا من ذلك تسامح الإسلام ورحمته , بل فسروه على أنه أسلوب استغلالي تخطيطي ليستغل النبي ذلك اليهودي في موقف ضعفه ومرضه كــي يسلم ! لا كي يعرف اليهودي مدى سماحة الإسلام وأصالته وموقفه من الإنسان ]]
فهذه القصة صحيحة لا مطعن فيها .. حيث زاره النبي صلى الله عليه وسلم في مرض الموت .. وعرض عليه الإسلام .. فلما أسلم مات .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((الحمد لله الذي أخرجه بي من النار)) .. وهي عند أحمد وأبي داود والنسائي وغيرهم .. وبوب عليها البيهقي رحمه الله : ((باب عيادة المسلم غير المسلم وعرض الإسلام عليه رجاء أن يسلم)) وقال العيني في عمدة القاري : ((لأن الله تعالى أخذ عليه فرض التبليغ لعباده ولا يخاف في الله لومة لائم ... وفيه جواز عيادة أهل الذمة ولا سيما إذا كان الذمي جارا له لأن فيه إظهار محاسن الإسلام وزيادة التآلف بهم ليرغبوا في الإسلام ... وفيه عرض الإسلام على الصبي ولولا صحته منه ما عرضه عليه)) .. فهذا الموقف فيه جواز زيارة الذمي لعرض الإسلام عليه .. لا سيما إن كان مظنة القبول والإجابة .. ولا يعني ذلك محبته وألفته ومودته .. فإن ذلك شيء آخر .. والخلط بينهما غير صحيح .. فتنبه واعلم قبل أن تتكلم عفا الله عنك ..

أخي الكريم : نبهت في بداية المقال تنبيها جميلاً إلى ضرورة التغيير من الخطأ إلى الصواب .. فكن إلى ذلك سباقاً ..

هذا ما يسر الله عرضه .. فإن كان فيه صواب فمن الله وحده وتوفيقه وإعانته .. وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان .. والله ورسوله منه بريئان .. والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أبوعمر السحيم غير متصل