..
أخي الفاضل ، هؤلاء أناس مفلسون معرفياً ، و يتضح للإنسان مدى ثقافتهم من خلال عدة أمور :
1/ردودهم ، فهي لا تستند إلى مصادر معرفية موثوقة ، بل جل ماعندهم مقتطفات أخذوها عن الإعلام ، لا سيما الإعلام المنحط الذي أدلجهم فكريا ، من صحافة و تلفزة ، و غيرها .
و يتضح لديك أن بعضاً من هؤلاء صاحب مراوغة و تهرّب إذا ما ووجه بحجة و علم أو كلام واقعي منطقي .
2/ أخلاقهم تعكس لدى القارئ مستوى الأدب الذي يتبنونه .
3/ تأييدهم لكل ما هو من توجه التغريبيين ، و معارضتهم لكل ماهو في مصلحة المسلمين ، أو معارضة ما يضاد تواجهاتهم .
إننا يجب أن نقارع هؤلاء بالحجة ، و بالبيان ، فكثير من هؤلاء ضعاف مهازيل ، يجب أن ننظر إليهم بعين شفقه و رحمة ، فعقولهم ارتوت من مصادر الخراب ، وهي وسائل الإعلام الهدّامة ، بنقاشاتها و حواراتها ..
كثير منهم يهتف بمالا يعرف و يقول ما لايعلم ، ولو على حساب دينه ..
الأهواء لها توجيهها و صياغتها لأفكارهم ، و أطروحاتهم .
و لكن أحذر من يريد الرد و المناقشة لهؤلاء أن يسترسل وراء الاستفزازات التي يوجهونها ، لأنهم يعتمدون على هذا الأسلوب لكي يخرج الإنسان عن طوره ، و يرسل مالا يليق من الكلام ، وهو بهذا يسقط في عيون الناس ، والله لن تجد أجدى ولا أنفع و لا أنجع من الحجة و البيان ، فهي تقصم كل فكرة ، و كما قال تعالى : {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } ، و كما قال العقّاد : " الباطل الجدار المائل ، يحتاج إلى من يدفعه فقط لكي يسقط "
فقط نحتاج إلى تنمية معارفنا ، فإن المرحلة القادمة ، معركة فكر ، معركة قلم و فكرة .
و قد تحدثتُ في مقال سابق في أحد المواقع عن دور الشباب المسلم في مواجة التغريب ، و لعلي آتي بالمقال هنا في وقت آخر ، و لكن الذي أريد الإشارة إليها أننا يجب أن نتأهل للتصدي إلى هؤلاء بكل ما أتوينا من قوة العلم .
هؤلاء لا يعلمون أن هناك ما يمكن النقاش فيه بحال من الأحوال ، بل يرون أن تعدد الافكار في كل أمر دون تقييد إنما هو دليل على نهضة فكرية و ثورة معرفية ، و من هنا كانت أقلامهم تكتب ما تشاء فيما تشاء متى شاءت دون أي قيود أو ضوابط ، و هذه هي عين الفوضى ، فنحن لنا خصوصيتنا كمسلمين ، لأننا نتشرف و نتعتز و نفتخر بأننا عبيد خاضعون لله رب العالمين .
و نحن في هذا المنتدى لا نريد مقالات الساقطين ولا أساليبهم ، و لله الحمد فقد أوقف عدد من هؤلاء ، و من سلك مسلك و تمادى فمآله إلى الإقاف ، لأن المسؤولية علينا نحن ، و هؤلاء خبث يتشرف الإنسان بتخلية الساحة منهم و من قيح أقلامهم و إراحة المسلمين من شرورهم ، و من أراد تغريب البلاد فليترك هذه البلاد على ما نشأت عليه ، و ليترك أهلها على ما ألفوه عقوداً من الزمان ، و ليرحل إلى أسياده الذين أحبهم و أحب أفكارهم ، إلا إذا اتقوا و أحسنوا فهم تاج على رؤوسنا ، و أحبابٌ لنا .
أسأل الله أن يعافي هؤلاء مما هم فيه ، و أن يردنا إليه .. إلى كتابه و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام رداً جميلاً
و الله أعلم .
.