[أبـو العبـــاس]

يا رفيق الشجى رفقًا رفقًا فلقد أيقضت هاجس النكد ، ولقد ذكرتني بالهم والشقاء ، وإن كنت لم أنسه ..

الناس تغدو نحو ظل وارفِ
وأنا المحطّم في الفراش وحيدا !!

يُقبل العزوبي نحو منزله معكّر الصفو يتوق إلى الحنان والعطف فما يُقابل إلا بالاطراح والتجهّم !
يبحث في المطبخ عن طعام مما بقي ! فيجدُ من بين الكوم قطعة خبزٍ قد قُضم طرفها ، وتهتكَ طرفها الآخر ! ، فيتجرعها ويُسيغها بماء من صنبور الغسيل ، ثم يبحث عن فراشه فيراه تحت الدَرج مع النعال ! ، وماهو بفراش إنما هو لحافٌ لا يقي من الذباب ، ووسادٌ صُنع لجدّ هتلر فاستعمله وبيع في تركته حتى صار إلى جدّ هذا العزوبي فما زال يُستعمل حتى آل إليه ، فيلقي بنفسه في أقرب مكان ، وويل له ثم ويل له إن بلّل الأرض أو أفسدها ، وما ذنبُهُ إذ فقد الخير أن يلقاه وهو نائم ؟ لكنّها شريعة العزابيّة .

آه ثم آه ..
لكم الله يا عزابيّة ..
لكم الله .
فوا حسرتا مما أرى اليوم حسرتا
ووا كبدا يا إخوتي إنه القهرُ

رضيَ العَزَبُ بالدون حين ترك الزوجة الحنون ، والمال والبنون .


ولكن هنيئًا هنيئًا فالربيع قادم ، والبر للعزابيّة فقط .

وأنا من هنا أقترح أن ننشئ جماعةً للعزابيّة تحمل اسم :

جماعة العزوبة الحرّة

وشعارها : عزوبيّة للأبد .

وأنا أسجّل اسمي عضوًا في هذه الجماعة ، فمن أراد التسجيل فليس هناك شروط إلا شرط واحد :
1 أن تكون عزبًا .
وأرشّح الأخ عبد الله الصادق رئيسًا لهذه الجماعة .

فهيّا يا أسود العزوبيّة هيّا
آن لكم أن تجدوا من يسمع لصوتكم ..
آن لكم أن تروا من يهتم بكم ..
آن لكم أن تنافسوا أهل الزواج ..


أخوكم
أبو العبّاس
عضو جماعة العزوبة الحرّة