|
رحم الله شوقي ضيف حينما قيل لو لماذا لاترد على منتقديك فقال لو رددت عليهم لما ألفت شيئاً , ذلك أن المرء لو أراد أن يرد على كل متداخل وكل متكلم لما انتهى ابداً حيث أن الرد يجب ان يكون مفصلاً بدقة , والوقت غالباً لايسمح لي بأخذ الحرية للردود فالعديد من المواضيع التي طرحتها في أكثر من منتدى قذف فيها الكثيرون العديد من الاسئلة , فلاأدري ما أفعل تجاهه , ليس نقص علم أو غياب حجة ولكن الوقت ثمين , وسأختصر ردي على الجميع (الذين أشكرهم على تواجدهم في هذا الموضوع) , فأقول :
من سأل عن موقف الشيعة والهيود والنصارى منّا نحن السنة وكيف هو , فإني أقول أن موقف الأخرين إن كان عدائياً فلايعني أن تعاديهم مجازاة لمعاندتهم فالكفار عادوا الرسول ولكنهم ضل يدعوهم بالتي هي احسن ويعفوا عنهم , والانسان عليه ان يكون موقفه واحد وهو أن يرفض الكراهية والعنف ويحب التسامح والآخاء فإن كان منهم متسامحاً محباً ومؤاخياً فإنه عليك أن تبادله ذلك , وإن كان يكرهك ويتمنى لك الشرّ فإن الحكمة الا تجازيه بذلك بل تدعوه إلى الخير بالتي هي أحسن , وسيرة الرسول حافلة بكثير من المواقف , اتذكر كثيراً بالرغم من دعائنا على اليهود والنصارى لايتوقف وهجومنا على الغرب لاينقطع , فبالرغم من هذا الهجوم وهذا العداء الذي نكنه في صدورنا لهم , إلا أنهم يستقبلوننا بصدورٍ رحبة في بلادهم ويتعاملون معنى أرقى درجات الاحترام , فبالرغم من أدراكهم لموقفنا منهم إلا أنهم لم يكنون لنا الضغينة كما نكنها لهم بل كانوا أرقى من ذلك وعلمونا بتعاملهم كيف يكون التسامح والأخاء , وحريٌ بنا أن نتعامل بمن يكرهوننا بالطريقة التي يتعامل بها معنا الغرب , (((وأقصد الشعب الغربي))) .
كما أن لدينا أناس يبيتون الضغينة والحقد والكراهية للشيعة فإنه للحق لديهم متطرفون مثلنا , ولاعجب فإن ثقافتنا وثقافتهم واحدة وهي بمنية على الكراهية للأخر , وكما قلتُ بأن الحكيم لاينظر ماموقف أخيه منه بل عليه أن يكون كما كان يعامل الرسول الكفار فبالرغم من معادتهم له فإنه كان يستقبلهم بصدور رحبة وكلنا تذكر مقولة الرسول الكريم (إذهبوا فأنتم الطلقاء) , ولكن لنفترض أننا لن نحاكي سيرة الرسول وتعامله مع غيره المختلف عنه فإنه يجب ان ندرك ان هناك جمهور كبير من الشيعة يعيشون بسلام ويحبون التآلف والأخوة بالرغم من الاختلاف , وقد تعرفت على الكثير منهم في مناسبات معينة وكان بيننا عيش وملح كما يقال << وأرجوا الا يأتي بعض الأذكياء ويقول أنهم يمارسون التقية تجاهك !!!!!!!!!! .
معضلة الشيعة نعم ليست في سب الصحابة بل في الاعتقاد وفي الممارسات العملية , ومهما يكن من فعلهم فإن مجرد انتسابهم للأسلام بحد ذاته حامياً لهم عن التكفير , ذلك أن أمر التكفير ليس بالهين , وابن تيمية رحمه الله لم يكفر أحداً من المسلمين , بالرغم من الحورات والاطلاع الكامل لتفاصيل حياتهم , ولكنه توقف عند هذه المسئلة .
تحديد لمنهج الحياة :
بالمنهج تتضح الخطوط والرؤى , وموقفي مع أي انسان في الأرض هو موقف القرآن والرسول منه , وأعتقد أن الدين جاء للحب والآخاء والرحمة والتعايش وترك للناس أن يختاروا مايشاؤون من أعتقادات فإن مصيرهم سيكون يوم الآخرة ويفصل بينهم , قرأت كثيراً في سيرة النبي وفي حياة الصحابة وفي تعاملهم مع الكفار بما فيهم اليهود والنصارى والمجوس , فوجدت أرقى ثقافة وهي ثقافة الحب والتسامح والانفتاح وسعة الأفق والرحمة , عرفت أن القتال له شروط , وهي شروط ضيقة للغاية , وعرفت ان البراء هو البراءة من الكفر لا من حامل الكفر , بمعنى أن يكون الغير مسلم أمره إلى الله وأعتقد بكفره ولكني في الوقت نفسه أحبه كانسان واتعامل معه كما تعامل الرسول والصحابة مع الكفار في المدينة ,هكذا فهمت القرآن والسنة وحياة التابعين , أما مايقوله العلماء اللاحقون من بعد التابعين فإن قولهم وتفسيرهم لن يغير من فهمي للأحداث وللنصوص شيئاً , فإني لي عقلاً أفهم به ولهم عقولٌ يفهمون بها التي قد تكون ثمة ضروف ساهمت في تشكيلها وفهمها للنص , والله أعلم .
|