.
.
تصوير لإبن القيم رحمه الله فقال:
و ان سألت عن عرائسهم و ازواجهم :
فهن الكواعب الاتراب اللاتي جرى في اعضائهن ماء الشباب
فللورد و التفاح ما لبسته الخدود
و للرمان ما تضمنته النهود
واللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور
و للرقة و اللطافة ما دارت عليه الخصور
تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت
و يضيء البرق من بين ثناياها إذا ابتسمت
إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيرين
و إذا حادثته فما ظنك بمحادثة الحبين
و ان ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين
يرى وجهه في صحن خدها كما يرى في المرآة التي جلاها صيقلها
و يرى مخ ساقها من وراء اللحم و لا يستره جلدها و لا عظمها و لا حللها
لو اطلعت على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحا و لاستنطقت افواه الخلائق تهليلا و تكبيرا و تسبيحا و لتزخرف لها ما بين الخافقين و لا غمضت عن غيرها كل عين و لطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم و لامن من على ظهرها بالله الحي القيوم
و نصيفها على رأسها خير من الدينا و ما فيها
و وصالها اشهى إليه من جميع امانيها
لا تزداد على طول الاحقاب إلا حسنا و جمالا
و لا يزداد لها طول المدى إلا محبة و وصالا
مبرأة من الحبل و الولادة و الحيض و النفاس
مطهرة من المخاط و البصاق و البول و الغائط و سائر الادناس
لا يفنى شبابها
و لا تبلى ثيابها
و لا يخلق ثوب جمالها
و لا يمل طيب وصالها
قد قصرت طرفها على زوجها فلا تطمح لاحد سواه و قصر طرفه عليها فهي غاية امنيته و هواه
ان نظر اليها سرته
و ان امرها بطاعته اطاعته
و ان غاب عنها حفظته
فهو معها في غاية الأماني و الأمان
هذا و لم يطمثها قبله انس و لا جان
كلما نظر اليها ملات قلبه سرورا
و كلما حدثته ملأت اذنه لؤلؤا منظورما ومنثورا
و إذا برزت ملأت القصر والغرفة نورا
و ان سألت عن السن فاتراب في اعدل سن الشباب
و ان سألت عن الحسن فهل رأيت الشمس و القمر
و ان سألت عن الحدق فأحسن سواد في اصفى بياض في احسن حور
و ان سألت عن القدود فهل رايت احسن الاغصان
و ان سألت عن النهود فهن الكواعب نهودهن كالطف الرمان
و ان سألت عن اللون فكانه الياقوت و المرجان
و ان سألت عن حسن الخلق فهن الخيرات الحسان اللاتي جمع لهن بين الحسن و الاحسان فاعطين جمال الباطن والظاهر فهن افراح النفوس قرة النواظر
و ان سألت عن حسن العشرة و لذة ما هنالك فهن العرب المتحببات إلى الازواج بلطافة التبعل التي تمتزج بالروح أي امتزاج فما ظنك بامراة إذا ضحكت في وجه زوجها اضاءت الجنة من ضحكها
و إذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقلة في بروج فلكها
و إذا حاضرت زوجها فيا حسن تلك المحاضرة
و ان خاصرته فيا لذة تلك المعانقة و المخاصرة
و حديثها السحر الحلال لو أنه لم يجن قتل المسلم المتحرز
ان طال لم يملل و ان هي حدثت ود المحدث انها لم توجز
و ان غنت فيالذة الأبصار و الاسماع
و ان انست و امتعت فيا حبذا تلك المؤانسة و الامتاع
و ان قبلت فلا شيء اشهى إليه من ذلك التقبيل
و ان نولت فلا الذ و لا اطيب ....
أ.هـ كلامه
.
.