مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 27-01-2008, 11:38 PM   #14
أبو عمر القصيمي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
( 3 ) ـ شرح علل الترمذي :
أولاً : الترمذي رحمه الله ألف كتابين في العلل : العلل الكبير والعلل الصغير ، والكتاب الذي شرحه ابن رجب رحمه الله هو العلل الصغير ، وقد طبع العلل الصغير في آخر كتاب السنن أو الجامع للترمذي ، وقد طبع مفرداً أيضاً ، والحافظ ابن رجب رحمه الله قد شرح جامع الترمذي كاملاً ولكنه مفقود ولم يوجد منه إلا قطعة في باب اللباس على ما أظن وهي مخطوطة ، ووجد شرح العلل الصغير كاملاً .
ثانياً : هذا الشرح له عدة طبعات ولكن أبرزها طبعتان : طبعة الدكتور نور الدين عتر ، وهي التي عندي في مجلدين وهي متقنة جداً ويثني عليها أهل العلم ، والطبعة الثانية الجيدة طبعة الدكتور همام عبدالرحيم دار الرشد وأثنى عليها أيضاً بعض المتخصصين ، وفيها مقدمة نفيسة جداً في علم العلل .
ثالثاً : هذا الكتاب لا يستغني عنه طالب علم وخاصة طلاب الحديث ففيه قواعد وفوائد وتحريرات حديثية وبيان لكيفية معرفة العلل والترجيح بين الروايات وكيف تعرف خطأ الثقات ، وذكر تراجم للرواة وأحوال أحاديثهم ومتى تقبل ومتى ترد ؟ كل هذا وأكثر تجده في هذا السفر العظيم .
رابعاً : كنت قد دونت بعض الفوائد من هذا الكتاب ولا مانع من كتابة بعضها :
في ( 1/ 79 ) قال " رواية الثقة عن رجل لا تدل على توثيقه . وقد اختلف الفقهاء وأهل الحديث في رواية الثقة عن رجل غير معروف هل هو تعديل له أم لا ؟ والمنصوص عن أحمد يدل على أنه من عرف منه أنه لا يروي إلا عن ثقة فروايته عن إنسان تعديل له ومن لم يعرف منه ذلك فليس بتعديل "
وفي ( 1 / 90 ) قال " فرق بين كتابة حديث الضعيف وبين روايته فإن الأئمة كتبوا أحاديث الضعفاء لمعرفتها ولم يرووها "
وفي ( 1 / 96 ) قال بتصرف : " وهؤلاء المشتغلون بالتعبد الذين يترك حديثهم على قسمين : منهم من شغلته العبادة عن الحفظ فكثر الوهم في حديثه مثل : أبان بن أبي عياش ويزيد الرقاشي ورشدين بن سعد وغيرهم . ومنهم من كان يتعمد الوضع ويتعبد بذلك كما ذكر عن غلام خليل وزكريا الوقار "
وفي ( 1 / 218 ) قال : " وقال أحمد بن عقبة : سألت يحيى بن معين : كم كتبت من الحديث ؟ قال : كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث .. وقد خلف له أبوه ألف ألف درهم وخمسين ألف درهم ، فأنفقه كله على الحديث ، حتى لم يبق له نعل يلبسه "
وفي ( 2 / 778 ) قال : " قاعدة في الرواة : رشدين اثنان : أحدهما : رشدين بن كريب مولى ابن عباس . والثاني : رشدين بن سعد المصري . وكلاهما ضعيف "
وفي ( 2 / 779 ) قال : " قال أحمد في راوية ابن هانئ : كل أبي فروة ثقة إلا أبا فروة الجزري . يعني يزيد بن سنان "
وفوائد الكتاب كثيرة جداً حيث ذكر ضوابط وقواعد في الحديث والرواة والجرح والتعديل ، ومن أبرز مميزات الكتاب أيضاً أنه ذكر أصحاب المشاهير من المحدثين فمثلاً الزهري قسّـم ابن رجب أصحابه والرواة عنه إلى خمس طبقات ، وفائدة هذا تعرف من المقدم من أصحابه عند الإختلاف ومن هو الثبت والحافظ عنه ومن هو الضعيف فيه ونحو ذلك من الأشياء المهمة جداً في هذا العلم .
ولا أحب الإطالة وإلا فهذا الكتاب لا نستطيع بسهولة أن نذكر أبرز ما فيه لأنه مليء جداً بالعلم والنفائس والفوائد والدرر ، وقد سمعت الشيخ عبدالله السعد في مناسبات عديدة ينصح بهذا الكتاب ودراسته وإدامة النظر فيه والرجوع إليه لمن أراد دراسة علم الحديث ومعرفة منهج الأئمة الحفاظ في هذا الفن والله أعلم .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
أبو عمر القصيمي غير متصل