لماذا لا أقرأ كتب الفكر ..
.
لماذا لا أقرأ كتب الفكر ..
إنا رأينا أقوامًا ممن كانوا مورِدَ خيرٍ وهدايةٍ وصلاحٍ ، بالسُنّةِ متمسكينَ ، وبطريقةِ السلفِ مُستعصمين ، حتى إذا مَا وَلَغُوا في كتبِ الفِكرِ والفَلسفَةِ ظانين أنهم يُحسنونَ صُنعًا ، ويرُدُّونَ كَيدًا ، إذا هُم يَرتكسِونَ في وَحَل التّردُدِ والشَّكِ ، فما أنْ هَبّتْ رياحُ الفِتنَةِ إلا واقتَلعتهُم من جُذُورِهِم ، وصَارُوا قومًا غيرَ أولئك القَوم .
أصبحُوا وقد جمعوا النقَائِضَ والمُتبايِنَات ؛ جمعُوا حُبَّ السلفِ ، وتعضيمَهُم ؛ وادّعَاءَ السيرِ على خُطاهُم = معَ الوُلوغِ في كُتبِ المتكلمين والزَّنادِقة [ هذان مُصطلحان كان السلف يطلقونهما على ضُلاّلٍ كضلالِ عصرنا ، وهي لضُلال عصرنا أولى ] حتّى صاروا ينظرُونَ إلى طريقَةِ السَّلفِ المتقدَّمِ نظرةَ الشكِ ، والاحتقارِ ، والازدراءِ . فما أشبهَهُم بضُلاّلِ العُصُورِ الخَوالي الذين رَمَوا السَّلفَ بالحشويّةِ والسطحيَّةِ وأنهم عُلماءُ العامَةِ !
هذا وإن كان الخَورُ والضَّعفُ عامًا فيهم ، فلا يُصرّحون بمثلِ هذا بل يُجَمجِمُونَ ويُشيرونَ إشارةَ الخائف الوجل ؛ غير أنّ ما يَجعَلُ المرءَ يطمئِنّ إلى أنّهم من الضَّالينَ = تَهافُتهُم على استِقطَابِ المَلاحِدَةِ ، وأهلِ الزيغِ ، والعقْلَنَةِ بمجالِسِهِم ومُنتدَياتِهِم ، والترحيبِ بهم وتصديرِهم إلى مقَامَاتٍ لا يَبلُغُها عُلماء العَّامة !
فيا لله مِن مَن أرادَ الصَّلاحَ بكُتبِ الفَّسادِ ، ورَامَ الهِدايةَ من كتبِ الغَوايةِ ، وأراد سَعَةَ الأُفُقِ فأكبَّتْهُ إرادَتُهُ في الجَحِيمِ .
أبو العبّاس
__________________
هل تريد أن تكون كاتبًا متميزا ؟ هل تريد مكانًا تتعلم فيه الكتابة ، تكتب فيصحح لك متخصصون في اللغة والأدب ؟ هل تجهل طرق تعلم الكتابة ؟
www.ahlalloghah.com
|