6
"تيتي وانقسا" .. هذا هو اسم تلك الحديقة الجميلة في شمال كوالا..
يقول لي الحاج عبدالعزيز "صديق ماليزي" بأنها حديقة العشاق !
حديقة تطل برأسها على أكثر كوالا لمبور .. ومنها تشاهد برج المدينة والبرجين التوأم(klcc) .. وفيها بحيرة تتكىء عليها الحديقة حينما تشرب الشاي وعلى تلك الحديقة يكون المسرح القومي الثقافي .
على أية حال .. أرجو أن لا يخاصمني أحد .. فهذا رأيي الخاص فيها ..
حينما أتيتها هذه المرّة كان المطر أكثر شراسة (كأفواه القرب-كما يعبر الصحابي الجليل : أنس بن مالك-) ، شربت الشاي الأخضر .. بعمق .. وكتبت في الهواء بعض الكلمات .. وضحكت ..
لست أدري لماذا يخطر ببالي عند تلك الأشجار .. الروايات الفرنسية العاطفية

التي كتبت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين .. وتلك التي ترجمها المنفلوطي ..
واااه .. المنفلوطي .. كان محلقاً .. جداً .. وعذباً .. جدا .. وأدق ماقيل عنه .. كلمة عبدالغني الدقر "من لم يبدأ بالمنفلوطي فليس بأديب ومن وقف عند المنفلوطي فليس بأديب" .
كان قلماً موسيقياً .. يكتب كأنه يعزف .. لا يقذف بالأفكار .. ولا يصرخ في الوجه .. وحتى معارك المنفلوطي الأدبية .. كانت من صنع نقاده .. حتى إن بعض نقاده وصفوه بالبساطة والسطحية .. لكن المهم أنه كتب وأبدع .. واستطاع أن يحفر اسمه في الأدب المعاصر .
قبل عشرة سنوات كانت آخر مرة قرأت له(لازلت أتحدث عن المنفلوطي) لكنني فكرت فيه منذ عشرة أيام فحسب .
كنت أقول : ليس الذكي القوي من يطرح الأفكار والفلسفات بمنطق باهر لتصدق بكل ما يقول .. بل هو الذي يضطرك للحديث عنه .. حتى ولو لنقده .. ويجبرك للكلام عنه .. ولو على سبيل مخاصمته .. ليس لذات المخاصمة بل لرصانة المحتوى .. ومستوى الفكرة .
ودامت عادتي في ذلك المكان .