بالنسبة لأحاديث منكر ونكير :
فأما حديث أبي هريرة الذي ذكرته في أصل الموضوع فقد أخرجه الترمذي ( 1071 ) وابن حبان في صحيحه ( 3117 ) والآجري في الشريعة ( 851 ) وغيرهم كلهم من طريق عبدالرحمن بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة به .
وعبدالرحمن بن إسحاق المدني فيه كلام لبعض الحفاظ ولكن الأكثر على تقويته ، فقد قال عنه الإمام أحمد صالح الحديث ، وفي موضع آخر قال ليس به بأس ، ووثقه يحيى بن معين ، وقال يعقوب بن شيبة صالح ، ووثقه أبوداود ، وقال النسائي ليس به بأس ، وقد تكلم الإمام أحمد في روايته عن أبي الزناد ، وقال البخاري ليس ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه ، وقد قواه ابن خزيمة وذكره ابن حبان في الثقات ، أما من ضعفه فالدارقطني قال ضعيف يرمى بالقدر ، وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به .
فالخلاصة من كلامهم أنه صدوق كما قال الحافظ ابن حجر ، وأنه حسن الحديث ما عدا روايته عن أبي الزناد وكذلك إن خالف من ليس بدونه فلا يعتمد على حفظه ، وحديثنا ولله الحمد ليس من هذين القسمين .
فهذا الإسناد إسناد حسن ، ووردت هذه التسمية بأحاديث أخرى وآثار عن الصحابة ، ولكن الأحاديث الواردة كلها ضعيفة ولكن بعضها ليس بشديد الضعف فهي تقوي الحديث الأول وتشهد له .
وكذلك ثبت عن أبي الدرداء وورد عن ابن عمر وابن عباس فكله يدل على أن التسمية ثابتة .
وفي الرابط الذي نقله أبو الوليد ما يفيد ذلك كما في الرد ( 9 و 10 ) .
وأما رضوان فأبرز الأحاديث هي :
1 / حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الطويل وفيه : ( فينادي رب العزة تبارك وتعالى
رضوان وهو خازن الجنة ، فيقول : يا رضوان ارفع الحجب بيني وبين عبادي وزواري .. ) أخرجه الدارقطني في الرؤية ( 59 ) من طريق حمزة بن واصل المنقري عن قتادة عن أنس قال : ( بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال : أتاني جبريل عليه السلام وفي يده كالمرآة البيضاء .. )
وهذا ضعيف جداً لأجل حمزة بن واصل قال الذهبي في الميزان : " حمزة بن واصل البصري عن قتادة لا يعرف ولا هو بعمدة ذكره العقيلى في الضعفاء وقال : حديثه غير محفوظ قلت : هو صاحب حديث المرآة البيضاء بطوله.. " انتهى
2 / حديث أبي بن كعب الطويل مرفوعاً وفيه : ( إن لكل شيء قلباً وإن قلب القرآن يس ... وأيما مسلم قرأ يس وهو في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه
رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة فيشربها وهو على فراشه فيقبض ملك الموت روحه .. )
هذا الحديث أخرجه القضاعي في مسند الشهاب ( 1036 ) من طريق مخلد بن عبدالواحد عن علي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب به .
قال الألباني رحمه الله في الضعيفة ( 5870 ) : " وهذا إسناد موضوع المتهم به مخلد هذا قال ابن حبان منكر الحديث جداً . والحديث جزم بوضعه الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على البيضاوي . " انتهى .
وجاء الحديث من طريق آخر عن أبي بن كعب وفيه عدة علل أيضاً .
3 / حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا : ( إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان ، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش ، يقال لها المثيرة ... ويقول الله عز وجل : يا
رضوان ، افتح أبواب الجنان .. )
هذا الحديث أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ( 3 / 335 ) والفاكهي في أخبار مكة وابن الجوزي في العلل المتناهية ( 2 / 540 ) وغيرهم من طريق القاسم بن الحكم العرني عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس .
وهذا الحديث ذكر له ابن الجوزي ثلاثة علل منها أن الضحاك ضعيف وأن القاسم بن الحكم مجهول ، وفي الحديث أيضاً انقطاع حيث الضحاك لم يسمع من ابن عباس .
وقال الألباني رحمه الله في ضعيف الترغيب والترهيب ( 594 ) عن هذا الحديث : " موضوع " .
4 / حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إذا كان يوم القيامة ينصب منبران قال فيجئ ملك من الملائكة فيرتقي على أحدهما فيقول معشر الخلائق من كان لا يعرفني فليعرفني فأنا
رضوان خازن الجنة وهذه مفاتيحها أمرني ربي أن أدفعها إلى محمد ... )
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 30 / 156 ) بسنده من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري به .
وهذا ضعيف جداً فيه عدة علل منها فضيل بن مرزوق وروايته عن عطية حيث قال ابن حبان في الضعفاء : " يخطئ على الثقات ويروي عن عطية الموضوعات " وفيه أيضاً عطية العوفي فقد ضعفه كبار الحفاظ وهو مدلس خاصة عن أبي سعيد كما ذكر ابن حبان .
وانظر هذا البحث فمع اختصاره وقد فاته شيء قليل ولكنه مفيد جداً :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35318&highlight=%D1%D6%E6%C7%E4