مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 02-02-2008, 04:36 PM   #54
عبدالله العودة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
البلد: هنا
المشاركات: 20
11



أحكّ رأسي .. فأتذكر ذلكم الموقف :

دخل علينا السيد الوالد شبه مفجوع .. تعلوه علامات التعجب.. وأقبل علينا بوجهه وقال:

لقد قتلت نفساً !

نحن : أححححح .. أححم .. ماذا ؟ أي نفس ..؟

السيد الوالد : لقد قتلت نفساً حيّة للتوّ .. دعستها بسيارتي(بالمناسبة يقول الطنطاوي بأن الدعس أصح-لغةً- من الدهس هنا والعهدة عليه) ..

تجمع أهل البيت حوله ..
ولكنه قرر أن لا يدعنا حيص بيص كما يقولون فبادر :
لقد دعست قطة بسيارتي حيث لم أشعر ،
فتنفسنا الصعداء .. وضحكنا ..

قلت : ارجو أن لا يكتب تركي الدخيل مقاله غداً : (سلمان العودة .. يقتل نفساً):D !


تذكرت هذه القصة حينما رأيت نفساً مقتولة هذا الصباح .. لكنها هذه المرة آدمية ،

فسائق دباب(بايسيكل/موترسيكل/دراجة نارية..) ضربته سيارته فأعجلت به ..


هنا قتلى الدبابات وحوادثهن .. شيء مرعب ..

يقول لي أحد الماليزيين بأن معدّل قتلى الدبابات (التي بكفرين) في ماليزيا أكثر من قتلى الدبابات الحربية(التي تعمل بالجنزير- كدت أقول عدة كفرات لكي تكتشفوا جهلي بالمعدات العسكرية وأمور الحروب) .


هذه الدبابات هنا تشكل تقريباً نصف أدوات النقل بالتساوي مع السيارات فنصفهم يقود هذا النوع من أدوات النقل ..
والكثير من أصحاب الطبقة المسحوقة يلجأ إلى هذا النوع ليتمكن من قضاء أموره دون الحاجة لسيارة غالية ..
وبعضهم قد يرحل على ظهر هذه الدراجة النارية(الدباب) ويسافر..



قبل سنة ونصف قرأت يوميات (تشي غيفارا) حينما كتب أوراقه تلك في رحلة عَبَر خلالها مع صديقه (ألبرتو غرانادو) على هذه الدراجة نارية 4500 كليومتر وصار يسمي تلك الدراجة التي تحملت آلاف الكيلو مترات (الجبّارة) لأنها استطاعت أن تصبر على كل تلك المسافة الضخمة ،
فرافقتهما أحداث كثيرة ومواقف ..

وكان ذلك كله قبل أن يصبح (غيفارا) ذلكم المناضل الثوري والمقاوم العنيف للرأسمالية الأمريكية .


أما الماليزيون فلا أظن أنهم قد يقطعون آلاف الكيلومترات لكنها قد تكون مئات ،
وقد تجد في بداية وقت العمل أو نهايته رجل على دباب يردف زوجته وبينهما طفل أو طفلان محشوران بشكلٍ مسلية في طريقهم للمدرسة والعمل ،

وقد تجد طفل في عمر مبكر متشبث بضهر أمه أو أبيه في هذا الدباب .. في الطريق لمشوارهما ..


وأصدقكم القول ..
كنت ذات صباح لذيذ أحمل حقيبة وسط الجامعة في الطريق الطويل نحو قاعة الدرس ..
فوقف لي زميل ماليزي في نفس القاعة ليردفني وكانت تلك أول مرة أركب دباب خلف أحدهم هنا.. وبالفعل استمتعت بذلك بيد أني لن أتحمل أن تكون ذلك عادتي اليومية في استخدام هذا النوع من وسائل النقل ..
فأنا أحب من يمشي على أربع(سيارة) ولا أحب من يمشي على رجلين(دباب) !



سائق الدباب لابد أنه يدرك كل أنواع مرايا السيارات ويعرف أحجامها وأي نوع من السيارات تحمل مرايا مفلطحة وأخرى صغيرة .. إلخ
.. ببساطة لأنه يدمر العديد منها خلال عبوره بجوار سيارات .. ، فالدباب يراك من حيث لا تراه .


وأول ماقدمت كوالالمبور كنت أستغرب :
لماذا أصحاب هذه الدبابات يلبسون السترة (الجاكيت/الكوت) بالمقلوب ؟
.. فعلمت أنهم يفعلون ذلك حتى لا يضايقهم الهواء والمطر وهم ينطلقون بدباباتهم ..
فيلبسونها خلاف جهة الهواء والمطر ، لكني لازلت أسأل :
ألا يستطيعون مثلاً لبسها وإغلاق أزرارها دون قلب هذه الأشياء التي يجعل الموضوع هزلي شيء ما ..

أنا لست أعلم مجدداً .. بالتحديد .. لماذا لم يفعلوا ذلك ..
__________________
...


...

...
عبدالله العودة غير متصل