السلام عليكم
نكمل معكم
(4)
لقد كان يوما مباركاً عندما قرر الحاج عبد الله أن يزوج أبنه ، و المعروف أن الحاج عبد الله رجل من أهل التقوى و الورع و الصلاة في المساجد
لكن العادات و التقاليد الحلبية و خصوصا المحدثة لم يستطيع الحاج التغلب عليها ، و بما أنه من الناس الذين أنعم الله عليهم بالمال فقد قرر أن يمشيها (هالمرة بس) و يكون عرس إبنه عرساً تتكلم عنه الرجال و النساء
و من البداية أختارله إبنة تاجر آخر معروف و أغدق الأموال على حفل الخطوبة و وزعت الحلويات مع الهدايا المنقوش عليها تاريخ يوم خطبة إبن الحاج عبد الله
و هكذا سارت الأمور من الإغداق على الولد البكر الأول و عروسته ، يعني الأب بدو يفرح بإبنه ...
و هكذا اقترب موعد العرس
و في العادة عنا بحلب عرس النساء مفصول عن عرس الرجال
المهم قرر الحاج عبد الله أنه سوف يأتي براقصة للرقص بالإضافة إلى المغنية و ذلك لعرس النساء
مع العلم أن العادة عنا لا تقضي بوجود راقصة يعني مغنية و البنات الصبايا بيقوموا بالواجب ...
حاول الناس أقناعه لكنه أصر على فكرة الراقصة و هو يقول : لك هي فرحة وحده بالعمر و الراقصة رح ترقص بعرس النسوان يعني ما في حرمانية ..
و بالفعل جاء يوم الزفاف و كل من شهد العرس لاحظ الكرم و الإغداق على الحضور من المأكولات و المشاريب و النراجيل
و بالعادة عنا بحلب آخر الزفاف بياخد أب العريس العريس و بيدخل لحفل النساء و بيكمش إيد بإيد
يعني هيك العادة
أبلغت الحجة أم العريس النسوة المحجبات أن و الد العريس يريد الدخول مع العريس فسارعت النسوة لارتداء الحجاب
و بالفعل مرت الأمور على ما يرام
و دخل الحاج عبد الله و أجلس إبنه على الاسكي كما يقال ..
و بعد ذلك كان عليه أن يؤدي رقصة أمام النسوة يعبر بها عن فرحه بزواج نجله و أيضا لم ينسى أن يكرم المغنية لتغني له غنوته المفضلة و تبعث له سلاما حارا من مذياعها
و تراقص الحاج و تمايلت الراقصة و تمايل معها ثم أخرج من جيبه رزمة من المال و راح يمطر بها الراقصة
و هو يرقص معها ليثبت لناس شدة فرحه ..
و ما هي إلا لحظات و سقط الحاج مغمياًعليه تحت أقدام الراقصة و نقل للمشفى على الفور ، ليتبين أنها نوبة قلبية حادة أودت بحياته .............
اللهم أحسن خاتمتنا وتوفنا على مايرضيك
000000000000000000000
(5)
في حلب عبد الرزاق شاب نشيط و بحب التفاني بالعمل ..
عبدو حب يتأهل و يتزوج و خطب عبير بنت الحسب و النسب ..
و سارت الأمور بخير لآخر الطريق و الكل سمنه و عسل
و كان عبدو يصرف المال بسخاء على العروس إلى أن جاء يوم العرس ...
و امتلأت الصالة بالمعازيم و في العادة آخر العرس بيدخل العريس لعرس النسوان كرمال يأخذ عروسته
و احتفل الرجال بالعريس و انتهى الحفل و دخل العريس لعرس النسوان و جلس بجانب عروسته التي تأنقت بآخر طراز من الثياب و اللباس
و كانت العروس تزهو كالطاووس بين جماعات الغربان
و وقفت الفتيات يحسدنها على العريس اللقطه .. و كانت المغنية تشدوا و هي تغني للعريس و العروس الذين جلسا بالكوشة أمام الحضور
و بعد قليل تم تقديم الشراب للعروسين و العادة كل واحد يسقي الثاني
و يبدوا أن العريس و حرجه من النسوة اللاتي كن بالحفلة و توتر أعصابه جعله يسكب الشراب بشكل غير متعمد على بدلة " ثوب الزفاف " العروس
و هنا لم تستطع العروس تمالك نفسها أمام الإحراج و نظرات النسوة و همساتهم فقالت للعريس " هش " ايضا بشكل عفوي غير مقصود نتيجة الغضب .
و هي كلمة تقال للدواب من اجل سوقها أو قودها إلى مكان ما
و هنا سكت الجميع و الذي زاد الطين بله أن النسوان بدأن يقلن " اوه " يعني لفظه لتفخيم الوضع
فما كان من العريس إلا أنه أحس بالإهانة و طلق العروس على الفور ... ليرد كرامته كا اعتقد
و خرجت العروس غضبانه مكسورة الخاطر من عرسها و انسحب أهل العروس من الحفل بلحظات غاضبين جدا
و جلس العريس لوحده و اجتمعت عليه النسوة من قريباته ..
ثم ما كان من العريس إلا أنه غضب من حديث النسوة
و اخذ الميكرفون و صرخ : في بنت بتقبل تتزوجني هون ؟؟؟؟
و نادي مرتين و ثلاثة
إلا أن قالت بنت من الحضور : أنا بقبل فيك !!
فأخذها من يدها و أجلسها على الأسكي و طلب المأذون على الفور ليعقد القران و أكمل العرس ولكن في آخر لحظة مع عروس ثانيه
و أما نور فكانت مدعوة لعرس لم يكن يخطر ببالها يوما أنه عرسها
قسمة و نصيب
بيقول المثل : يلي ماشي على رجليك ما بتعرف الله شو مقدر عليك ؟؟!!
.............................................
(6)
في حلب ...
شاب يدعى يوسف تعليمه إبتدائي و يعمل في الخياطة ، لكن رفاق السوء لم يتركوه لوحده
و أصبح يصرف كل ما يدخره من مال على فتيات هن أيضا إبتلاهن الله بالفحش
و مع الأيام تعودت رجله على المعصية
و في يوم من الأيام تعرف على فتاة طلبت منه أن يتزوجها و وافق وأحب ان يعمل عملا لوجه الله ، و تزوج تلك الفتاة و ترك بنات الهوى و التفت لعمله و زوجته و رزقه الله طفلا جميلا للغاية
لكن رفاق السوء و للمرة الثانية أخذوا رجله في طريق السهر و الفحش ..رغم أنه تزوج و مضت الأيام
وفي يوم من الأيام جلس الشباب يتفاخرون بالمعاصي و كان بينهم
و كل واحد أخرج من جيبه الموبايل ليري أصدقائه صور الفتيات التي يصاحبها
و يتبادلون المقاطع و الصور الفاحشة على البلوتوث
و إذ من بين المقاطع مقطع في بيت يوسف هذا و مع زوجته
و هنا لم يصدق عينيه ، يعني موقف لا يحسد عليه و العياذ بالله
و ذهب للبيت على عجل و طلق زوجته
لكن الامر لم ينتهي ...
و اليوم يوسف خطب إبنة حسب و نسب و من عائلة طيبة و العرس على الأبواب ..
لكن في نفس الوقت كل ليلة عنده سهرة خاصة مع بنات الهوى
فمتى سيتعلم يوسف و يعلم أصحابه
حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ، و من تتبع الله عورته ، فضحه في عقر داره
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
و متى سيكف الاباء عن رمي بناتهم بسهولة لكل شاب قادر على الانفاق دون التمحص من دينه و خلقه ؟؟؟
يتبع