12-02-2008, 03:28 AM
|
#2
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2007
البلد: الرياض
المشاركات: 97
|

بنجلادش..
قطعة من هذا الجسد أصيبت ونزفت بصمت ولم يشعر بها أحد
كانت آمنة مستقرة.. حتى أتاها (سيدر) زلزل كيانها.. وشتت أمنها وقرارها
نترك الحديث على لسان أحد أبنائها

اسمي محمد ؛ طفلٌ أنا ؛ ومسلمٌ على الفطرة - حتى هذه اللحظة على الأقل ! - ..
للأسف , لا اعرف كتابة المقدمات .. وتحيات المساء , وطريقة إعداد القهوة العربية .. والكثير الكثير مما تعلمون وأجهل ,
لكنني في المقابل .. رأيت وعشت الكثير مما لم تروه وتعرفوه إلا عبر نشرات الأنباء , وصحف الأخبار :
الجوع , الفقر .. وَ الموت جوعًا ؛ وبجميع أشكاله الأخرى " بينما لا تعرفون سوى الموت من شدّة التخمة " !
أتراكم سمعتم عما حل بقريتي .. وبأسرتي منذ شهرين .. ولا زلنا حتى الساعة نتجرع غصاته
هل رأيتم آثار ما حل بنا، أم انشغلتم حتى عن رؤية أخبارنا التي ما عادت تحرك فيكم ساكنا..
هي قصتي .. فاقرؤوها :
عندما ضرب إعصار سيدر الساحل الجنوبي الغربي لبنجلاديش في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، كان محمد حسن وأبوه وأمه وإخوته على جزيرة كلاغاشيا يعملون في تنظيف وتجفيف الأسماك، وهو أحد الطقوس السنوية لآلاف الفقراء البنغاليين.
وبعد يومين فقط من هذا الإعصار المدمر، عاد محمد، البالغ من العمر 12 عاماً، إلى قريته كانشونباريا في مقاطعة باتواخالي يتيماً بسبب أسوء كارثة ضربت البلاد على مر عقد من الزمان.
وعن المأساة التي عاشها، يقول محمد: "لن أنسى الإعصار ما حييت. لقد أرعد مثل الوحش الكاسر. سمعنا صوته قبل ثلاث ساعات من وقوعه. كان هناك حوالي 300 شخص على الجزيرة ولم تكن لدينا المراكب الكافية لنقلنا جميعاً إلى البر. بادر والدي بقيادتنا إلى مأوىً خشبي قريب للاحتماء فيه.
جلسنا جميعاً في الظلام وقد طوّقنا والدي بذراعيه وأخبرنا أن نبقى هادئين وأن نغطي آذاننا. ولكن الرياح اشتدت كثيراً وأصبح صوتها لا يطاق وبدأ إخوتي بالصراخ. وبعدها اجتاحت مياه البحر غرفتنا وانهار المبنى. امتلأ فمي بالماء وأصبحت أشعر بقبضة أبي تضعف شيئاً فشيئاً إلى أن تلاشت، ثم سمعت أمي تنادي أسماءنا قبل أن تختفي تحت المياه ويتبعها والدي بعد وقت قليل.
امتلأ فمي بالماء وأصبحت أشعر بقبضة أبي تضعف شيئاً فشيئاً إلى أن تلاشت، ثم سمعت أمي تنادي أسماءنا قبل أن تختفي تحت المياه ويتبعها والدي بعد وقت قليل
لم تكن لدي أدنى فكرة عما كان يحدث، فقد حدث كل شيء في ثوانٍ معدودات. وعندما شعرت أنني أغرق، سبحت وقاومت بشدة أكبر مما كنت أتوقع لأنني كنت أعلم أنني سأموت. وعندما طفت على سطح الماء، ناديت والديَّ، ثم أخي ثم أختيّ ولكن لم يرد أي منهم على ندائي.
وفي عتمة الظلام، عثرت على قطعة من الخشب وطفوت عليها لمدة ساعتين ونصف قبل أن يسحبني بعض الناجين إلى المركب الذي كانوا عليه. حاولوا أن يواسوني ولكنني لم أستطع التوقف عن البكاء. أردت أن أكون قوياً ولكنني لم أقدر.
في صباح اليوم التالي، توسلت إليهم أن يساعدوني في العثور على أسرتي. لم أكن أعرف ما يمكنني فعله غير ذلك. وبعدها، علمت أنه تم العثور على جثة أخي على بعد 8 كيلومترات، في حين عُثِر على جثتي أبي وأمي على بعد 5 كيلومترات في اتجاه مغاير. ولم يعثر أحدٌ بعد على جثتي أختيَّ ولكن الناس أخبروني أنهما توفيتا أيضاً.
أصبحت الآن وحيداً. لا أعرف ماذا أفعل ولا أين أذهب. كانت أسرتي كل شيء بالنسبة لي، والآن لم أعد أملك أحداً".
|
|
|