[الصيوان]

[c]من : عبد الرحمن بن ناصر البراك إلى المعجبين بطاش ما طاش .. تذكير وتبصير [/c]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ........ أما بعــــــــد //

فإن من ركائز الإعلام المهمة التي يعول عليها في جذب المستمعين والمشاهدين .. التمثيليات والمسلسلات ولهذه المسلسلات هدفان :
أحدها : إمتاع المشاهدين والمستمعين .
وثانيهما : غرس أفكار وأخلاق يعني بنشرها صناع هذه التمثيليات ــ أو من ورائهم ــ ويراد صيغة المجتمع عليها وصيغة بها .
ومعلوم لكل من نور الله بصيرته بما جاء به الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ أن كل ما يبثه الإعلام من هذه المسلسلات لا يخلو من باطل بدرجات متفاوتة .ز من اللهو الجالب للغفلة والصادّ عن ذكر الله وعن الصلاة ، إلى تزيين الفواحش والمنكرات ، إلى الكفر بالله والاستهزاء بآياته وأوليائه وأهل طاعته .
فأما ما يبثه الكفار عبر قنواتهم فهو الفساد والإفساد والإلحاد ، الذي هو حرب موجهة إلى المسلمين لإفساد عقائدهم وأخلاقهم وصدهم عن دينهم ، وليس هذا بمستغرب من الكفار ، بل هذا هو المنتظر ، فهم كما أبان الله عن نوايا طوائف الكفر في المسلمين كما قال الله تعالى [{ ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ]} وقال عز وجل [{ ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما }] .
لكن الغريب أن يقوم بهذه الهجمة طوائف من المنسبين للإسلام .. ثم يروج باطلهم على كثير من المسلمين ، فسبحان مصرف القلوب ومقلب القلوب .
وواجب ولاة الأمر ( وفقهم الله ) أن يحملوا أمتهم من الأسباب الجالبة الفساد في الدين والأخلاق ويأخذوا على أيدي من يهيئ الأسباب لاستقبال ما تبثه هذه القنوات من الذين همهم الحصول على أكبر قدر ممكن من المال .. يظنونه ربحاً وهو سحت ووبال ، وهم بهذا يشاركون في نشر الفساد وتحقيق أهداف الكفار في المسلمين فعليهم من وزر الإفساد والإضلال بحسب تسببهم وتأثيرهم .
ومما يسوء كل غيور على دين الله ومعظم لحرماته ما يقوم به بعض المسلمين من تمثيليات يدّعون أنهم يعالجون بها مشاكل اجتماعية وهي لا تخرج في مضمونها عن الهدفين الرئيسيين وهما :
1 / إمتاع المشاهدين مما تحويه من اللهو واللعب والباطل .
2 / نشر أفكار وأخلاق تساير وتوافق التوجيهات والمنحرفة .
ومدار هذه التمثيليات على النكت والفكاهات والكذب والتمويهات والسخرية بأشخاص وجماعات يراد تحقيرها ، ولا سيما الذين ينكرون هذه التوجيهات والسلوكيات والأهداف لهذه التمثيليات ، من العلماء والصلحاء وأهل الغيرة من الرجال والنساء ، وفي مقابل ذلك إظهار الإعجاب بالكفار الذين يوصفون بالحضارة والتقدم ، وبالمتشبهين هم من المسلمين بهم من المسلمين من الرجال والنساء .
وأهم ركائز هذه المسلسلات عند أصحابها وجود عنصر المرأة فيها ، ومعلوم ما ينشأ عنه من الاختلاط المحرم من الكلمات والحركات والنظرات وما فوق ذلك من المنكرات .
وكلما كانت هذه المسلسلات أكثر جاذباً للمشاهدين وشداً لهم ــ ولا سيما على المشاهد والكلمات المؤثرة والمثيرة والباعثة على المتعة دون تمييز بين حلالها وحرامها ــ كان ذلك عند المفتونين بهذه المسلسلات علامة على تميزها وتفوق كتاب قصتها ومهارة مخرجيها وممثليها .
ومن تلبيس الشيطان على أصحاب هذه الصناعة ومروجيها .. تخصيص شهر رمضان المبارك من ذلك الباطل بنصيب ، ففي الوقت الذي يستعد فيه المسلمين لاغتنام هذا الشهر بالصيام والقيام والإحسان وتلاوة القرآن .. يستعد هؤلاء بتقديم ما يصد عن ذكر الله وعت الصلاة ويحوّل ساعات الذكر والشكر لتكون وقتاً للهو واللعب والغفلة ، مع ما تتضمنه حلقات المسلسل من منكرات قولية وفعلية .
ومن هذا الباطل المسلسل المعروف بـ <(( طاش ما طاش ))> وقد أفاد المتابعون له لرصد مضامين حلقاته أنه يشتمل على أنواع من المنكرات ، من ذلك السخرية بأهل الغيرة على نسائهم ، والكذبُ عليهم بالغلو بالغيرة ، وتمثيل ذلك بمشهد لا حقيقة له ، والغاية من هذا المشهد تشويه صورة الغيورين على محارمهم وإظهارهم بالمظهر المزري ليضحك منهم المشاهدون وينفروا عن ذلك الخلق الكريم البريء من الإفراط والتفريط ، وفي مقابل ذلك مشهد ينبئ عن الإعجاب بحال المتهاونين بالمحرمات والمسايرين للتقاليد السيئة ، كجلوس الأسرة على الشاطئ من غير احتشام ولا اهتمام .





=========================================

كتبه ( نقلا لكم )

أخوكم / الصيوان ..