إنّ القليل من الناس هم الذين لايُحبون الظهور ، وتتعدد أسباب خفائهم بحسب شخصياتهم لابقدر إيمانهم بالله ، لأن الداعي إلى حبّ الظهور هوَ الدافع الإيماني إلى نشر الخير بواسطة الظهور ، ولأنّ الظهور قد يُسّرَ حصوله بين المجتمع باختلاف علمهم عاتب هؤلاء النصحاء ، يُريدون بذلك قمع فئام منهم يختلفون معهم ، ولايُحبون قولهم ، ولايرجون منهم عملاً ، فصنعوا من الدواء داء يروجون به ماينهجون ، حتى جعلوهم من الضالين ، ونعتوهم بمحبي الظهور .
إنّ الظهور ليسَ بطبيعة حاله يخدم محبوبه ، لأن الظهور يجعل الناس ترقب زلاته ، وتتبع عثراته ، كما هي عادة الناس في سالف الأزمان ، وفي زماننا الذي كثـُرت فيه وسائل الظهور ، أصبح من أبسط الأمور أن تكون على الناس ظاهراً .
"إنني لا أحبّ الظهور بقدر محبتي لخدمة الدين والوطن والحاكم والمجتمع "
وتلك العبارة أصبحت على شفا فم كلّ متكلم ، فهي المقدمة المفروضة لنهم مصالحهم ، ولا تكاد تجد من يدع هذه العبارة أو جزءاً منها ، لأنه لا يسعى لجلب مفسدة أو لا يسعى لدرء مصلحة فهي بلبلة معهودة لمنافقي هذا الزمان .
وليَ عودة . .
تنويه : عندما شرعت في الكتابة أذن المؤذن للصلاة فقلت : سأعود ، وأما عن قولي "لي عودة" لأني بانتظار ما تجودون به تجاه الموضوع.
أخوكم \ القِمَطرُ