بسم الله الرحمن الرحيم..
أحكام بعض أنواع الصور :
س مسألة التصوير - يافضيلة الشيخ - يخطئ كثير من الناس في فهم ماتريد فيه ومسألة النية و...و...؟
ج التصوير باليد على شكل المثال,هذا لاشك في تحريمه اذا كان التصوير للحيوان - كما لو صنع من الجبس ونحوه صورة اسد او صورة فرس او ما أشبه ذلك ؛ هذا حرام وفعله داخل في لعنة الرسول صلى الله عليه وسلم في حدي ابي جحفة رضي الله عنه (انه لعن المصورين)واخبر انهم اشد الناس عذابا يوم القيامة في هذه الصورة التمثالية المحققة لانها جسم ذو اعضاء وراس فهو مضاه لخلق الله تماما .
واختلف العلماء في صورة ملونة ليس لها جسم هل تدخل في الحديث ام لاتدخل؟ فمنهم من قال انها داخلة ومنهم من قال انها غير داخلة فالصحيح انها داخلة في لعن المصورين لان مسلما روى من حديث ابي الهياج عن علي بن ابي طالب انه قال له
(الا ابعثك على مابعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ان لاتدع صورة الا طمستها ولا قبرا مشرفا الا سويته ))مسلم 969
وفي لفظ (( ان لاتدع تمثالا الا طمسته )) ولان النبي عليه الصلاة والسلام لما رأى النمرقة التي فيها صور عُرفت الكراهية في وجهه ولم يدخل البيت وقال (( ان اهل هذه الصور يُعَذَّبُونَ,يقال لهم أحيو ماخلقتم ))البخاري-5957 ومسلم2107 -
فهاهنا شيئان:
الشيء الاول : الصورة على تمثال مجسم , هذا حرام لاشك فيه .
الشيء الثاني : الصورة بالتلوين باليد ,فهذه مختلف فيها والصحيح انها حرام وداخلة في العن .
الشيء الثالث:التصوير بالآلات الحديثةو فهذه الكميرات نوعان :نوع تحتاج الى تحميض وتعديل باليد, فهذا للتحريم أقرب ؛لأن الأنسان له فيها عمل بيده , ونوع فوري لايحتاج الأنسان فيه الى عمل, فهذا لايدخل في التصوير المحرم ؛ لآن الرجل لم يصور حقيقة , والتصوير تفعّل من
صوّر الشيء) اي جعله على صورة معينة وانا لم اعلم شيئا غاية ما هنا انني سلطت أضواء معينة على جسم فانطبع فيها هذا الجسم , ولهذا يحدث هذا التصوير من الرجل الاعمى ومن الانسان وهو في ظلمة وليس له فيها اي عمل .
لكن يخفى على كثير من الناس الفرق بين التصوير وبين اقتناء الصورة فيظن انهما متلازمان وليس كذلك , ولهذا فرق الفقهاء بينهما فقالوا: يحرم التصوير واستعمال مافيه الصورة ؛ فجعلوا التصوير شيئا وجعلوا مافيه صورة شيئا اخر .
فنقول : اقتناء الصورة لايجوز الا للضرورة . اواذا كانت الصورة لايُعبؤ بها كما يوجد في الكراتين وفي علب المشروبات فهذا لايعبأبه وليس مقصودا ولكن الشي المقصود الذي يحفظ ؛ هذا لايجوز الا للضرورة وعلى هذا فما يفعله بعض الناس الآن من التصوير للذكرى واقتناء ذلك ليتذكره , ليتذكر اولاده وهم صغار , ليتذكر رحلة قام بها مع اصحابة فان هذا لايجوز ؛ لأن الملائكة لاخل بيتا فيه صورة .
قد يقول بعض الناس هذا تناقض, كيف تقول في الاول عند التقاط الصورة ان هذا ليس بتصوير ثم تقول : اقتناء هذا يحرم الا لحاجة .
فنقول : لاتناقض ؛ لأن الصورة موجودة الآن ولو بالآلة موجودة ؛ فيقال : هذه صورة لاتقتنها , والدليل على هذا : ان الرجل يقابل المرآة - مثلا - فاذا قابل المرآة قيل هذا - اي : الذي في المرآة صورة مع انها ماتبقى , فالصورة أعم من كونها مصورة باليد أو مصورة بالآلة , وعموم الحديث ( لاتخل الملآئكة بيتا فيه صورة ) يشمل هذا وهذا .
والله اعلم - فضيلة الشيخ ابن عثيمين - كتيب (لقاء الباب المفتوح )-(2/33-83 )