ثلاثي الابعاد /
بهذا الرد فتحت لي آفاقاً أخرى ، و أثرت في ذهني عدة قضايا ، تحتاج إلى عدة مواضيع ..
الجانب العملي في العقيدة هو اللب ، كحال من يعرف خطوات قيادة السيارة و لكنه ا يجيد القيادة ...
أو يحفظ القرآن لكنه لا يفهمه ، فكذلك نحتاج إلى وعي و تطبيق ، و أثر يُرى من هذه العقيدة ، و هكذا كان حال الآباء ، فعلى الرغم من قلة علمهم ، إلا أنهم فقهاء في الجانب العملي ، بعكس حالنا اليوم ، فالترف قد أرهق العقول فضعف في النفوس مبدأ العمل و التطبيق ، و لهذا كان بعض العلماء الأوائل من التابعين و غيرهم يعرفون العلم بأنه [الخشية] و ذلك بالنظر إلى مآل العلم ، و هذا مأثور عن الحسن - رحمه الله - و قد نقله غيره على وجه الموافقة و التأييد ، كما أن من دلائل أهمية الجانب العملي ، هو قول غير واحد من الفلاسفة الذين تاهت بهم عقولهم المجردة في بيداء التخبط و الحيرة و الشك ف المعتقد ، فانتهى بهم الأمر إلى أن يقولوا : اللهم توفنا على عقيدة عجائز نيسابور ، كما نقل عن الفخر الرازي ..
فنقول : أن العقيدة ليست على الورق ، و لا تقتصر على اعتقادها بالقلب ، بل هي اعتقاد و قول و عمل ، كما اعتمده أهل السنة و الجماعة في حقيقة الإيمان ...
و لعلنا نقف في إضاءة قادمة أوسع ، و أشكرك على بعث هذه الفكرة ..
دمت لي أخاً مفيداً ..