[أبو سليمان الحامد]

اقتباس المشاركة الأساسية كتبها أبوس أما ( وشهرًا كلّه بركات ) ، فأنا أوردُ لك البيتَ كاملاً ، حتى يكونَ حكمُك فيه عن وضوحٍ : قضينا أسعدَ الأوقاتْ **** وشهرًا كلَّه بركاتْ أنتظر رأيَك فيه الآن . أبوس

أخي العزيز أبا قصي : لا شك أن رفع ( كله ) أجود , ولكن النصب له وجه من العربية , وذلك أن تكون ( كلّه ) توكيدأ للنكرة , وهي الظرف ( يوماً ) , وتوكيد النكرة إذا كانت زمناً وكان المؤكِّد لفظاً عاماُ هو مذهب الكوفيين , وجاء السماع به في أكثر من شاهد , ومن ذلك الحديث الشريف الذي أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : " ما علمته صام شهراً كلَّه إلا رمضان " , وقال العرجي :
نلبث حولا كاملاً كلَّه # لا نلتقي إلا على منهج
وقول الآخر : يا ليت عدة حول كلِّه رجب , وهناك شواهد أخرى تراها في [ الإنصاف : 452 - 453 ], وهذا القول اختاره ابن خروف وابن مالك وابنه وابن هشام وخالد الأزهري وعبد القادر البغدادي .
وأما ( بركات ) فتكون منصوبة على الحال , ويكون المعنى : قضينا أسعد الأوقات , وقضينا شهراً كله حالة كونه بركات , وبركات جمع بركة , وهي مصدر , ومجيء الحال مصدراً منكراً كثير في كلام العرب . نعم صرحوا بأنه ليس بمقيس مع كثرته , ولكن مسألة القياسي والسماعي مسألة غير منضبطة تماماً في الدرس النحوي , فكم من قاعدة جعلها النحويون مقيسة مع أنه لم يرد بها إلا مثال أو مثالان , وفي المقابل ردوا مسائل جاء السماع بها كثيراً ولكنهم لم يقيسوها . وليس هذا موضع بحث هذه المسألة , ولكن أريد أن أقول : ما دام أن البيت جاء على أصول معتبرة - على الأقل عند بعض النحويين المعتبرين - فلا يمنع من قبولها .
وهذه وجهة نظر , ولك رأيك أخي العزيز , وللقارئ الكريم حق المقارنة .