مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 20-02-2008, 03:39 PM   #1
أبو ياسر الخالدي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 46
هذه أيها الأفاضل قصيدة للشاعر الكبير وشاعر الأمة وشاعر الصحوة
وهو الشاعر : عبد الرحمن العشماوي سدده الله لكل خير


[POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="images/backgrounds/16.gif" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=ex num="1,black""]
مـن نبـع هديـك تستقـي الأنـوار=وإلـى ضيائـك تنتمـي الأقـمـار
رب العبـاد حبـاك أعظـم نعـمـة=دينـا يـعـزُّ بـعـزَّه الأخـيـار
حُفظت بك الأخلاق بعـد ضياعهـا=وتسامقت فـى روضهـا الأشجـار
وبُعثـت للثقلـيـن بعـثـة سـيـدٍ=صدقـتْ بـه وبديـنـه الأخـبـار
أصغت اليك الجـن وانبهـرت بمـا=تتلـو، وعَـمَّ قلوبـهـا استبـشـار
يا خير من وطيءَ الثرى وتشرفـت=بمسـيـره الكثـبـان والأحـجـار
يا من تتـوق إلـى محاسـن وجهـه=شمـسٌ ويفْـرَحُ أن يـراه نـهـار
بأبي وأمي أنـتَ ، حيـن تشرَّفـت=بـك هجـرة وتشـرَّفَ الأنصـار
أنْشَـأْتَ مدرسـة النبـوة فاستـقـى=مـن علمهـا ويقينـهـا الأبــرار
هـي للعلـوم قديمـهـا وحديثـهـا=ولمنهـج الديـن الحنيـف مـنـار
لله درك مـرشــدا ومـعـلـمـا=شَرُفَـتْ بــه وبعلـمـه الآثــار
ربَّيْـتَ فيهـا مـن رجالـك ثُـلَّـةً=بالحـقِّ طافـوا فـي البـلاد وداروا
قـوم إذا دعـت المطامـع أغلـقـوا=فمها ، وإن دعـت المكـارم طـاروا
إن واجهـوا ظلمـاً رمـوه بعدلهـم=وإِذا رأوا ليـل الضـلال أنــاروا
قـد كنـت قرآنـاً يسيـر أمامـهـم=وبـك اقتـدوا فأضـاءت الأفكـار
عمروا القلوب كما عَمَرْت، فما مضوا=إلا وأفـئـدة الـعـبـاد عَـمَــار
لـو أطلـق الكـونُ الفسيـحُ لسانـه=لسـرتْ إليـك بمدحـه الأشـعـار
لو قيل : مَنْ خيرُ العبـادِ ، لـردَّدتْ=أصواتُ مَنْ سمعوا : هـو المختـارُ
لِمَ لا تكون ؟ وأنتَ أفضـلُ مرسـلٍ=وأعزُّ من رسموا الطريـق وسـاروا
ما أنـت إلا الشمـس يمـلأ نورُهـا=آفاقَنـا ، مهـمـا أُثـيـرَ غـبـار
مـا أنـت إلا أحمـد المحمـود فـى=كل الأمـور ، بـذاك يشهـد غـار
والكعبـة الغـرَّاءُ تشـهـد مثلـمـا=شهـد المقـامُ وركنـهـا والــدَّار
يا خير من صلى وصام وخير مـن=قـاد الحجيـج وخيـر مـن يَشْتَـارُ
سقطـت مكانـة شاتـم ، وجـزاؤه=إن لـم يتـب ممـا جنـاه الـنـار
لكأننـي بخطـاه تأكـل بعضـهـا=وهنـاً ، وقـد ثَقُلَـتْ بهـا الأوزار
مـا نـال منـك منافـق أو كافـر=بـل منـه نالـت ذلـة وصَـغَـار
حلّقت في الأفـق البعيـد، فـلا يـدٌ=وصلـت إليـك ، ولا فـمٌ مـهـذار
وسكنت فى الفردوس سُكْنَى مـن بـه=وبـديـنـه يتـكـفَّـل الـقـهَّـار
أعـلاك ربـك هـمـة ومكـانـة=فلـك السمـو وللحـسـود بــوار
إنـا ليؤلمـنـا تـطـاول كـافـر=مـلأت مشـارب نفسـه الأقــذار
ويزيدنـا ألـمـاً تـخـاذل أمــةٍ=يشكـو اندحـار غثائهـا الملـيـار
وقفت على باب الخضـوع، أمامهـا=وهـن القلـوب، وخلفهـا الكـفـار
يا ليتهـا صانـت محـارم دارهـا=مـن قبـل أن يتحـرك الاعصـار
يا خير من وطيء الثرى، فى عصرنا=جيـش الرذيلـة والهـوى جــرَّار
فى عصرنا احتدم المحيط ولم يـزل=متخبِّطـاً فـى مـوجـه البـحَّـار
جمحتْ عقول الناسِ، طاشَ بها الهوى=ومـن الهـوى تتسـرَّب الأخطـار
أنت البشيـر لهـم، وأنـت نذيرهـم=نعـم البشـارةُ مـنـك والإنــذار
لكنهـم بهـوى النفـوس تشـربـوا=فأصابهم غَبَـشُ الظنـونِ وحـاروا
صبغوا الحضارةَ بالرذيلـةِ فالْتقـى=بالذئـبِ فيهـا الثَّعْـلـبُ المَـكَّـارُ
ما (دانمركُ) القوم، ما (نرويجهـم)؟=يُصغـي الرُّعـاةُ وتفهـم الأبـقـار
مـا بالهـم سكتـوا علـى سفهائهـم=حتـى تمـادى الشـرُّ والأشــرار
عجبـاً لهـذا الحقـد يجـري مثلمـا=يجري (صديدٌ) فى القلوب ،و(قَـارُ)
يا عصرَ إلحاد العقولِ، لقـد جـرى=بك فـي طريـق الموبقـاتِ قطـار
قَرُبَت خُطاك مـن النهايـة، فانتبـهْ=فلربَّـمـا تتـحـطَّـم الأســـوار
إنـي أقـول ، وللدمـوع حكـايـةٌ=عـن مثلهـا تتحـدَّث الأمـطـار:
إنَّــا لنعـلـم أنَّ قَــدْرَ نبيِّـنـا=أسمـى ، وأنَّ الشانئيـنَ صِـغَـارُ
لكـنـه ألــم المـحـب يـزيـده=شرفـاً، وفيـه لمـن يُحـب فخـار
يُشقي غُفـاةَ القـومِ مـوتُ قلوبهـم=ويـذوق طعـمَ الرَّاحَـةِ الأغْـيـارُ
[/POEM]
أبو ياسر الخالدي غير متصل